بدأت مصر أولى خطوات تصنيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا محلياً، واستقبلت الدفعة الأولى من المواد الخام لتصنيع لقاح “سينوفاك” الصيني محليا، بإجمالي 1400 لتر تكفي لإنتاج حوالي مليوني جرعة من اللقاحات.
وتستضيف مصر على أراضيها وفد الخبراء الصينيين لشركة “سينوفاك”، وبدأت السبت اجتماعات مع نظرائهم المصريين لبحث خطة الإنتاج.
وتتواكب هذه الخطوة مع استقبال مصر 500 ألف جرعة من لقاح كورونا “سينوفارم” الصيني.
ومع توالي استقبال مصر جرعات اللقاح من مختلف دول العالم المنتجة له، ومع بدء خطوات تصنيع لقاحات داخل مصر، زادت ثقة المصريين في إجراءات الدولة لمكافحة الوباء، وهو ما ترصده استطلاعات رأي أجراها مركز استطلاع الرأي العام بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء المصري، واطلعت على أبرز نتائجها.
مخاوف أقل
وبحسب الاستطلاع، فقد تبددت مخاوف المصريين من خطورة وباء “كوفيد -19″، خلال الأشهر القليلة الماضية، مقارنة ببداية مواجهة الفيروس لدى انتشاره في البلاد خلال مارس 2020.
وسجلت نسبة من يرون أن كورونا لا يمثل خطراً على حياتهم نحو 7% من المواطنين المصريين، بعدما كانت 20% في بداية الأزمة، حسب استطلاعات رأي أجراها مركز استطلاع الرأي العام بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء المصري.
وتعتبر فئة الذكور في الشريحة العمرية ما بين 30 عاماً إلى أقل من 50 عاماً هم أكثر الفئات ممن يرون أن كورونا لا يمثل خطراً على حياتهم، مقارنة بباقي الشرائح المجتمعية الأخرى، بحسب “مركز المعلومات”.
توافر اللقاحات والأدوية
ويرجع الخبراء أسباب انخفاض مخاوف المصريين من كورونا إلى أن الشريحة الشبابية وتجربتها الحياتية لم تلحظ أن حالتها الصحية تتدهور بشكل كبير بعد الإصابة بكورونا مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فضلاً عن توافر اللقاحات وأدوية بروتكولات علاج كورونا والوقاية منه، وهي أمور كانت مُبهمة في بداية انتشار كورونا.
ومن المقرر أن يصل قرابة 4.4 مليون جرعة من لقاحات كورونا خلال الفترة المقبلة، بواقع 500 ألف جرعة من لقاح “سينوفارم”، و1.9 مليون جرعة من تحالف “كوفاكس” مع بداية شهر يونيو المقبل، وأيضاً 2 مليون جرعة أخرى من لقاح “سينوفاك”.
وكانت مصر تسلمت خلال الأسابيع الماضية 1.7 مليون جرعة من “كوفاكس”، فضلاً عن 500 ألف جرعة من لقاح “سينوفارم”، فضلاً عن قرب وصول المادة الخام اللازمة لتصنيع 2 مليون جرعة من لقاح “سينوفاك” بمصر.
وأكد رئيس غرفة صناعة الدواء والمستلزمات الطبية باتحاد الصناعات المصرية، الدكتور أحمد العزبي، أن الأدوية المستخدمة في بروتوكولات علاج كورونا متوافرة بالأسواق، وأن هناك مخزونا استراتيجيا منها لدى شركات الأدوية المختلفة.
الشريحة الأقل تأثراً
ويقول الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن الشريحة التي تنظر لكورونا على أنه غير مُميت هي “الشريحة الأقل تأثراً من كورونا”، ومن أصيب منها وتعافى يري الأمور بسيطة، نظراً لأن الأعراض لديه لم تكن قوية مثل كبار السن والشرائح المُصابة بأمراض مزمنة ومشاكل صحية والتي تكون من الفئات “الأكثر تأثراً”.
ويوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي، في حديث ، أن الشريحة العمرية الأقل تأثراً هي الأكثر مناعة وحالة صحية مستقرة، مضيفا أن مسألة “التعايش مع كورونا” تلعب دوراً أيضاً في انخفاض المخاوف، وأن الأمور كانت مُبهمة مع بدء انتشار كورونا.
توافر الأدوية ولقاحات كورونا
ولفت “سيد أحمد” إلى أنه لم يكن هناك قاعدة بيانات أو معلومات حول الفيروس أو التعامل معه، ومن ثم فإن الشباب أصبحوا يعلموا أن الأدوية المستخدمة في البروتوكولات العلاجية متوفرة في الصيدليات المختلفة، وأن هناك تطعيمات ولقاحات واقية، ومن ثم ينظرون إليه على اعتباره “فيروسا طبيعيا يمكن التعايش معه”.
ويري أستاذ علم الاجتماع السياسي أن نتيجة استطلاع الرأي الحكومي عن مخاوف كورونا معبرة عن الشريحة الشبابية، وليس عموم المصريين، خصوصاً مع انتشار ثقافة الوقاية من فيروس كورونا بين المصريين وتحديداً الشباب.
وأضاف أن كثيرا من الأسر اكتسبت خبرة طوال الشهور الماضية حول كيفية التعامل مع الحالة فور الإصابة، والبروتوكولات العلاجية والأغذية التي يتم اتخاذها في حالات العزل المنزلي، وصولاً لمرحلة التعافي، ما ساهم في انخفاض مخاوف الشباب من الاصابة بالفيروس أو خطورته.