قُوبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بغضب شديد في إحدى الولايات التي أدت الى فوزه في الانتخابات الرئاسية، بسبب الطريقة التي تعاملت بها إدارته مع التصعيد المفاجئ لإسرائيل في الشرق الأوسط.
وواجه بايدن، أثناء زيارته، يوم أمس الثلاثاء، لمنشأة شركة فورد موتور في ديربورن بولاية ميشيغان، للترويج للسيارات الكهربائية، احتجاجًا على نهج إدارته تجاه إسرائيل وهي تهاجم غزة.
وفي تجمع حاشد في ديربورن، قلب الجالية العربية الأمريكية في ميشيغان، تجمع أكثر من 1000 شخص على بعد أميال قليلة من حدث بايدن، وأطلقوا صيحات الاستهجان عند ذكر اسم الرئيس الديمقراطي.
وكانت الضربات الجوية الإسرائيلية قصفت غزة المكتظة بالسكان ليلا ونهارا منذ اندلاع الصراع في 10 مايو، بينما يتسابق سكان المدن الإسرائيلية للحصول على ملاجئ أو غرف آمنة، إذا كانت متوفرة، كل بضع ساعات أو دقائق للفرار من صواريخ المقاومة.
وقال مساعدو بايدن: إنهم يسعون بقوة وراء الدبلوماسية وراء الكواليس لإنهاء الصراع، لكن هذا لا يكفي لبعض الديمقراطيين، الذين يريدون من بايدن أن يدين الخسائر غير المتناسبة التي لحقت بالأراضي الفلسطينية خلال الصراع وأن يعيد النظر في الأسلحة والمساعدات الأخرى التي يقدمها لإسرائيل، الحليف الأقرب لواشنطن في المنطقة».
بينما قال داود علي 21 عاما الذي صوت لصالح بايدن «خلال المظاهرة»: «إنه يأسف لذلك»، كما شارك المتحدثون على مسرح المظاهرة مشاعر مماثلة، قائلين: «إنهم شعروا بالتودد في الانتخابات – ثم عدم الاحترام – من جانب بايدن».
وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها رويترز / إبسوس، أن بايدن فاز بالناخبين المسلمين بنسبة 8 نقاط مئوية في سباق 2020 ضد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي كان مدافعًا قويًا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جميع الجبهات.
وارتفعت نسبة الإقبال بين هؤلاء الناخبين في ميشيغان 6 نقاط مئوية إلى 71 في المائة في عام 2020 من 65% في السباق الرئاسي لعام 2016، وفقًا لمجموعة إيموجي، وهي مجموعة تصويت أمريكية مسلمة.
وسعت حملة بايدن الرئاسية بشغف للحصول على دعمهم، بالنظر إلى أعدادهم الكبيرة في الولايات المتأرجحة، مثل ميشيغان، التي تنقسم بشكل وثيق بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وعملت الإدارة على تهدئة الغضب في المجتمعات العربية الأمريكية والمسلمة بشأن تعاملها مع الأزمة يوم الإثنين، حيث التقى سيدريك ريتشموند، أحد كبار مساعدي بايدن، بقادة الجاليات العربية الأمريكية والفلسطينية الأمريكية والمسلمة.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، ألغى البيت الأبيض خطته للاحتفال بالعيد، وبدلاً من ذلك قدم أمنيات كئيبة للسلام وتحديثًا للجهود الدبلوماسية للإدارة.
وفي رحلته إلى ميشيغان، التقى بايدن بالنائبة الأمريكية رشيدة طليب، وهي أول امرأة فلسطينية أمريكية تخدم في الكونجرس وصوت بارز في الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، حيث قالت للرئيس إن «حقوق الإنسان الفلسطيني ليست ورقة مساومة ويجب حمايتها وليس التفاوض بشأنها»، بحسب رواية قدمها أحد حلفاء طليب.
وقال بايدن لطليب في حدث عام لاحقًا: «أدعو الله أن تكون جدتك وعائلتك بخير، أعدك، سأفعل كل شيء لأرى أنهم موجودون، في الضفة الغربية. أنت مقاتلة ، وأشكرك على كونك مقاتلًة».