حذر باحثون من أن تغير المناخ قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة النفايات الفضائية التي تشكل بالفعل تهديدا للسفر في المستقبل بين الكواكب، حيث يوجد هناك أكثر من 160 مليون قطعة من «الخردة الفضائية» تسبح في مدار الأرض، مع استمرار العدد في الارتفاع، وأثبتت النفايات الفضائية، التي يمكن أن تشمل حطام الأقمار الصناعية البائدة وقطع الصواريخ، أنها مشكلة بارزة بشكل متزايد.
وعلاوة على ذلك، مع قطع من القمامة الفضائية التي تسافر بسرعات متوسطة تبلغ 16777 ميلا في الساعة (27 ألف كيلومتر في الساعة)، قد تكون حتى أصغر قطع الحطام، بما في ذلك رقائق الطلاء، مشكلة كبيرة، وقال الباحثون الآن إن تغير المناخ يمكن أن يجعل الوضع أسوأ.
وتم تصميم خردة الفضاء بحيث تحترق في كثافة الغلاف الجوي العلوي، ومع ذلك، يؤدي ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العلوي إلى انخفاض كثافته، وفي نهاية المطاف، يكون للغلاف الجوي السفلي قدرة أقل على سحب قطع من خردة الفضاء.
وهذا يؤدي بعد ذلك إلى عدد أقل من الأجسام التي تعود إلى الأرض وتحترق في الغلاف الجوي وتبقى في المدار، وذكر تقرير صادر عن وكالة الفضاء الأوروبية الشهر الماضي أن كمية النفايات الفضائية في المدار يمكن أن تزيد بمقدار 50 مرة بحلول عام 2100.
وقال هيو لويس، خبير الحطام الفضائي من جامعة ساوثهامبتون، لصحيفة «نيويورك تايمز»: «فاجأتنا الأرقام، هناك سبب حقيقي للقلق»، وحذر الخبراء سابقا من أنه مع زيادة الحطام الفضائي، فإنه سيجعل من الصعب على الصواريخ الهروب من مدار الأرض خوفا من الاصطدام بجسم ما، يُعرف باسم «متلازمة كليسر».
فهي لا تشكل تهديدا للسفر إلى الفضاء فحسب، بل تعتمد أيضا تقنيات مثل الهواتف المحمولة والتلفزيون ونظام تحديد المواقع والخدمات المتعلقة بالطقس على الأقمار الصناعية، لذلك يمكن أن تشكل سلسلة من الانهيارات الكارثية تهديدا لاعتمادنا المفرط بالفعل على الأقمار الصناعية.
وهناك بعض الخطط لبدء إزالة قطع الحطام الفضائي من مدار الأرض، حيث وقّعت وكالة الفضاء الأوروبية صفقة بقيمة 75 مليون جنيه إسترليني (102 مليون دولار) مع شركة «كلير سبيس» السويسرية الناشئة لإخراج قطعة ضخمة من النفايات الفضائية من المدار والتي شكلت تهديدا لتكنولوجيا الأقمار الصناعية.
وهذه القطعة المعنية تعرف باسم Vespa وتزن 112 كيلوغراما، وقع استخدامها في إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء في عام 2013، وتخطط وكالة الفضاء الأوروبية و»كلير سبيس» لإطلاق مهمتها في عام 2025.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان: «إن مهمة ClearSpace-1 ستستهدف Vespa، تُرك هذا الجسم في مدار تخلص تدريجي يقارب 801 كيلومترا إلى 664 كيلومترا، على ارتفاع 664 كيلومترا، امتثالا للوائح التخفيف من الحطام الفضائي، بعد رحلة Vega الثانية في عام 2013».
وتابعت: «خلال ما يقارب 60 عاما من الأنشطة الفضائية، أسفر أكثر من 5550 عملية إطلاق عن نحو 42 ألف جسم متعقب في المدار، منها حوالي 23 ألفا ما تزال في الفضاء ويتم تتبعها بانتظام، ومع معدلات الإطلاق السنوية اليوم التي يبلغ متوسطها ما يقارب 100، ومع استمرار حدوث حالات التفكك بمتوسط معدلات تاريخية من أربعة إلى خمسة في السنة، فإن عدد الأجسام الحطامية في الفضاء سوف يزداد باطّراد».
وتابعت الوكالة: «سيُظهر ClearSpace-1 القدرة التقنية والقدرة التجارية على تعزيز الاستدامة طويلة المدى لرحلات الفضاء بشكل كبير».