خلال شهر رمضان، جلس الأطفال مشدودين أمام شاشات التلفزيون لمتابعة حلقات «بصل وفلفل»، وهو أول مسلسل ناطق باللهجة المصرية في «عالم ماجد» التابع لمؤسسة أبوظبي للإعلام، في خطوة غير مسبوقة جاءت عقب جهود دامت لأشهر طويلة.
ومنذ 6 أعوام أطلقت مجلة ماجد سلسلة «بصل وفلفل»، من تأليف الكاتب البارز عمرو حسني ورسوم الفنان خالد عبد العزيز، وتدور أحداثها حول صديقان يواجهان مواقف طريفة ومغامرات مضحكة في فندقهم الفريد.
ومؤخرا قررت إدارة «عالم ماجد» نقل «بصل وفلفل» من أوراق المجلة إلى شاشة التلفزيون تحت إشراف الفريق ذاته، مع الاحتفاظ باللهجة المصرية للشخصيات، لتظهر السلسلة في عدة حلقات على مدار شهر رمضان.
ومع نجاح العمل، يأمل صناعه في إنتاج مواسم جديدة تحافظ على نفس المستوى الذي ظهر به المسلسل.
ويقول حمدي أحمد مخرج «بصل وفلفل» إن تحويل السلسلة إلى حلقات تلفزيونية «قرار إيجابي استقبلناه بحماس شديد»، معتبرا أن «اللهجة المصرية لها شعبية طاغية في العالم العربي والدول الخليجية، وصاحبة طابع مميز في الأعمال الكوميدية».
ويضيف أحمد: «شعرنا بمسؤولية كبيرة على عاتقنا، وكان لدينا إصرار على الظهور بأفضل صورة. ساعدنا في ذلك النص المكتوب بحرفية، والرسومات الموضوعة للشخصيات والأماكن».
وكانت مدة الحلقة الواحدة في مسلسل «بصل وفلفل» تصل إلى 5 دقائق، وتتضمن مشاهد سريعة مكثفة تتسم بالفكاهة من خلال المواقف التي تجمع بين أصحاب الفندق العتيق ونزلائه، أو الزوار القادمين إليهم بالصدفة.
ويتابع المخرج: «استغرقنا نحو عام لتنفيذ المسلسل. مررنا بمراحل عديدة، سواء كتابة الحلقات المستوحاة من السلسلة الأصلية أو اختيار الممثلين لتأدية أدوار الأبطال، فضلا عن تسجيل الأصوات بطريقة ملائمة للشخصيات».
ويخضع عشرات الفنانين في مجال «الدوبلاج» إلى تجارب أداء من أجل الوصول إلى أفضل الأصوات المناسبة للعمل، وفقا للمخرج، وهي «مرحلة مهمة يشارك فيها جميع عناصر الفريق بوجهات نظرهم قبل البدء في تسجيل الحوار».
ويسترسل أحمد: «المرحلة الثانية هي الرسم والتحريك والتركيب، ونسعى فيها إلى بث الروح في الشخصيات بعناصر دقيقة قد لا ينتبه إليها البعض مثل طريقة سير الأبطال المعبرة عن طبيعتهم».
ويوضح مخرج العمل أن المرحلة الثالثة تشمل الإجراءات النهائية من بينها المونتاج ووضع الموسيقى الخاصة بالمسلسل والمؤثرات الصوتية والتترات، وإرسالها إلى القناة لتصبح جاهزة للعرض التلفزيوني.
وفي إطار اهتمام «عالم ماجد» بسلسلة «بصل وفلفل»، شاركت بعروض مباشرة ومدبلجة لشخصيات العمل في أكتوبر الماضي ضمن فعاليات سوق كان الدولية والتلفزيونية وصناعة الترفيه «ميبكوم» في فرنسا، رفقة عدد من الشخصيات الكرتونية الأخرى.
ويعتقد المدير الإبداعي لمسلسل «بصل وفلفل» خالد عبد العزيز، أن الخطة الموضوعة لنشر العمل جيدة للغاية، حيث تشمل الإذاعة على قناة ماجد ثم جميع منصاتها على الإنترنت، معتبرا إياها «فرصة لوصول الحلقات لشريحة أكبر من الجمهور».
وفي يناير الماضي جرى اختيار عبد العزيز للإشراف البصري على تحويل السلسلة إلى حلقات تلفزيونية، في محاولة للحفاظ على هوية العمل وعدم إحداث تغييرات في هيئة الأبطال أو الأماكن الرئيسية من شأنها الإخلال بمسار التجربة.
ويقول عبد العزيز في حديثه : «اعتمدنا في الموسم الأول للمسلسل على الحلقات التي نشرت بمجلة ماجد على مدار أعوام، وأجرينا العديد من الإضافات على السلسلة الأصلية خاصة في إظهار تفاصيل الفندق وباقي الأماكن التي تظهر في الأحداث».
ويثمن المدير الإبداعي للعمل جهود إدارة ماجد في اتخاذ تلك الخطوة بعرض أول مسلسل رسوم متحركة باللهجة المصرية في القناة التي يتابعها الأطفال من الدول العربية، مؤكدا تلقي ردود فعل جيدة على التجربة من الجمهور والمتخصصين.
ويردف: «اللجوء أيضا إلى أعمال مكتوبة مسبقا وتحويلها إلى السينما أو التلفزيون مثل (بصل وفلفل) يمنحها الكثير من نقاط القوة. لدينا عالم مبني بالكامل وشخصيات تتسم بالنضج وجمهور ينتظر رؤيتها بشغف بالغ».
ويشير عبد العزيز إلى «شعور فريق العمل بالاطمئنان لوجود قامة كبيرة في المشروع مثل المؤلف عمرو حسني، صاحب الباع الكبير في التعاون مع شركة عالمية مثل (والت ديزني)، وتحويل أشهر أعمالها إلى اللهجة العامية المصرية مثل (شركة المرعبين المحدودة)».
وعن عرض العمل في شهر رمضان، قال: «اتفقنا في البداية على عرض المسلسل خلال الأشهر المقبلة، لكن عندما طرحت الإدارة فكرة ظهوره برمضان رحب الجميع بالأمر، وعلى الفور كثفنا ساعات العمل من أجل اللحاق بالشهر».
ويطمح المدير الإبداعي لـ»بصل وفلفل» إلى تنفيذ مواسم جديدة من المسلسل في الفترة المقبلة، بعد الإشادات التي تلقاها فريق العمل فور إذاعة الحلقات الأولى وسعادة الأطفال بالأمر، مؤكدا أن «استمرار التجربة سيتيح إذاعة حكايات جديدة لم تنشر من قبل بالمجلة».