الرئيسيةعامبعد سقوط الصاروخ الصيني.. ماذا يهم العالم الآن؟

بعد سقوط الصاروخ الصيني.. ماذا يهم العالم الآن؟

عبرت‭ ‬مرحلة‭ ‬العودة‭ ‬بسلام،‭ ‬وهوت‭ ‬بقايا‭ ‬الصاروخ‭ ‬الصيني‭ ‬الشارد،‭ ‬فوق‭ ‬مياه‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬بلا‭ ‬ضرر‭ ‬على‭ ‬البشر‭.‬

ففي‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬الأحد،‭ ‬أعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬الصينية،‭ ‬أن‭ ‬جزءاً‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬صاروخ‭ ‬فضائي‭ ‬صيني‭ ‬تفكّك‭ ‬فوق‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬بعد‭ ‬دخوله‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬للأرض‭ ‬بطريقة‭ ‬عشوائية،‭ ‬مما‭ ‬وضع‭ ‬أخيرا‭ ‬حدا‭ ‬للتكهّنات‭ ‬حول‭ ‬مكان‭ ‬سقوط‭ ‬هذا‭ ‬الجسم‭ ‬البالغ‭ ‬وزنه‭ ‬18‭ ‬طنّاً‭.‬

ونقل‭ ‬التلفزيون‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬‮«‬المكتب‭ ‬الصيني‭ ‬للهندسة‭ ‬الفضائية‭ ‬المأهولة‮»‬‭ ‬قوله‭ ‬إنّه‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬المراقبة‭ ‬والتحليل،‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬10‭:‬24‭ (‬02:24‭ ‬توفيت‭ ‬غرينيتش‭) ‬في‭ ‬9‭ ‬مايو‭ ‬2021،‭ ‬عاد‭ ‬حطام‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬مركبة‭ ‬الإطلاق‭ ‬‮«‬لونغ‭ ‬مارش‭ ‬5‭ ‬بي‭ ‬ياو‭-‬2‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬الهبوط‭ ‬تقع‭ ‬عند‭ ‬خط‭ ‬الطول‭ ‬72‭.‬47‭ ‬درجة‭ ‬شرقا‭ ‬وخط‭ ‬العرض‭ ‬2‭.‬65‭ ‬درجة‭ ‬شمالا‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬إحداثيات‭ ‬نقطة‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭.‬

وهكذا‭ ‬انتهى‭ ‬رعب‭ ‬ساد‭ ‬أيام‭ ‬عدة،‭ ‬لكن‭ ‬القصة‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬هنا،‭ ‬إذ‭ ‬ستُطلق‭ ‬الصين‭ ‬حتما‭ ‬صواريخ‭ ‬أخرى‭ ‬نحو‭ ‬الفضاء‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬تطمح‭ ‬عبره‭ ‬للسبق‭ ‬لا‭ ‬اللحاق‭ ‬بالقوى‭ ‬الأخرى‭.‬

كما‭ ‬ستستمر‭ ‬المهمات‭ ‬الأميركية‭ ‬والروسية‭ ‬والأوروبية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬ذاته،‭ ‬ويصبح‭ ‬من‭ ‬الوارد‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬أجسام‭ ‬فضائية‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭.‬

خلال‭ ‬التجربة‭ ‬المريرة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬كبرت‭ ‬الهواجس‭ ‬بشأن‭ ‬الحطام‭ ‬الفضائي،‭ ‬والعودة‭ ‬غير‭ ‬المنضبطة‭ ‬إلى‭ ‬الأرض،‭ ‬وظهر‭ ‬التساؤل‭ ‬الحتمي‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬فعله‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تختبر‭ ‬البشرية‭ ‬رعبا‭ ‬مماثلا،‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬النهاية‭ ‬فيه‭ ‬أسوأ؟

الإدارة‭ ‬الوطنية‭ ‬الأميركية‭ ‬للملاحة‭ ‬الجوية‭ ‬والفضاء‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬شددت‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬المرتادة‭ ‬للفضاء‭ ‬تقليل‭ ‬المخاطر‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬والممتلكات‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬لدى‭ ‬عودة‭ ‬الأجسام‭ ‬الفضائية‭.‬

ولن‭ ‬يتأتى‭ ‬ذلك‭ ‬وفق‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تصرف‭ ‬القوى‭ ‬المرتادة‭ ‬للفضاء‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مسؤول‭ ‬وشفاف‭ ‬بعدما‭ ‬تعززت‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬النفايات‭ ‬الفضائية‭ ‬ومئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأجسام‭ ‬التي‭ ‬تحوم‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬بلا‭ ‬نهاية‭ ‬واضحة،‭ ‬وفي‭ ‬مدار‭ ‬غير‭ ‬خاضع‭ ‬للرقابة‭.‬

والمقلق‭ ‬أكثر‭ ‬أن‭ ‬السباق‭ ‬الفضائي‭ ‬لن‭ ‬يظل‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬الوطنية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬سيكون‭ ‬ساحة‭ ‬أيضا‭ ‬للشركات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬ضوابط،‭ ‬والأهم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬قانون‭ ‬دوليا‭ ‬يحكم‭ ‬حطام‭ ‬الأجسام‭ ‬في‭ ‬الفضاء،‭ ‬وهذه‭ ‬نقطة‭ ‬تستدعي‭ ‬ربما‭ ‬إعادة‭ ‬نظر،‭ ‬وتحركا‭ ‬دوليا‭ ‬عاجلا‭ ‬غير‭ ‬آجل‭.‬

Most Popular

Recent Comments