بعد استئنافها لمهامها في المتوسط، في منطقة البحث والإنقاذ قبالة السواحل الليبية، قبل نحو شهر، عاد خفر السواحل الإيطالي وأصدر قرارا قضى بمنع سفينة «سي ووتش 3» من الإبحار مجددا، بعد أن أنزلت 363 مهاجرا كانت قد أنقذتهم في أوقات سابق في ميناء أوغوستا في صقلية.
بعد تنفيذها عددا من عمليات الإنقاذ في المتوسط لـ363 مهاجرا وحصولها على إذن بإنزالهم في ميناء أوغوستا في جزيرة صقلية في الثالث من الشهر الجاري، قرر جهاز خفر السواحل الإيطالي يوم الأحد 21 آذار\مارس حجز سفينة «سي ووتش 3» في الميناء، بحجة انتهاكها اللوائح الخاصة بسلامة الملاحة والوقاية من الحرائق على متنها، فضلا عن خرق أنظمة الحفاظ على البيئة وعدم حصول طاقمها على التدريبات المناسبة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها السفينة التابعة لمنظمة ألمانية غير حكومية تحمل الاسم نفسه لإجراء مماثل، فقد أصدرت السلطات الإيطالية أمرا بحجز السفينة ومنعها من الإبحار لمدة سبعة أشهر، بين تموز\يوليو 2020 وشباط\فبراير 2021، بعد توجيه نفس الاتهامات لطاقمها، قبل أن تعاود استئناف مهماتها في 19 شباط\فبراير الماضي.
واستنكرت منظمة «سي ووتش» قرار السلطات الإيطالية، الذي اعتبرته قرارا «سياسيا». وفي تغريدة على تويتر قالت المنظمة «مرة أخرى نواجه اتهامات بأننا أنقذنا الكثير من البشر. هل كان علينا ترك 363 شخصا يقضون (في المتوسط) نتيجة لا مبالاة السلطات، التي لم تقدم بدورها أي بديل عن وجودنا في البحر؟».
يذكر أن المحكمة الإدارية في باليرمو في صقلية، كانت بصدد دراسة قرار في نهاية كانون الأول\ديسمبر الماضي يقضي بحجز سفينة «سي ووتش 4»، وهي سفينة أخرى تابعة لنفس المنظمة، إلا أنها عادت وسمحت لها بالإبحار بانتظار صدور قرار من محكمة العدل الأوروبية.
احتجاز عدد من السفن
تلك القرارات لم تكن محصورة فقط بسفينتي منظمة «سي ووتش»، حيث تقطعت السبل بما لا يقل عن ست سفن أخرى في الموانئ الإيطالية منذ الصيف الماضي، نتيجة قرارات قضائية. هذا الأمر أدى إلى خلو منطقة البحث والإنقاذ في المتوسط من أي سفن إنقاذ منذ أيلول\سبتمبر الماضي، ولعدة أشهر لاحقة. عدد من السفن تمكنت من استئناف مهماتها لاحقا بعد معارك قضائية طويلة وأشهر من الانتظار. وكانت إحدى تلك السفن «أوشن فايكنغ»، التي تحمل على متنها حاليا 116 مهاجرا، وفي طريقها للانضمام إلى سفينة «أوبن آرمز» قبالة صقلية بانتظار تحديد ميناء آمن لها لإنزال المهاجرين.
وتعد «أوشن فايكنغ» سفينة الإنقاذ الوحيدة حاليا المتواجدة في المتوسط والمستعدة للاستجابة لنداءات الاستغاثة.
اتهامات للمنظمات بالتنسيق مع مهربي المهاجرين
معركة السلطات الإيطالية مع المنظمات غير الحكومية العاملة في المتوسط لم تنته، حيث اتهمت عددا من تلك المنظمات بالتواطؤ مع شبكات تهريب المهاجرين في ليبيا، كما حصل مع منظمة «سايف ذي تشيلدرين» الدولية و»يوغنذ ريتيت» الألمانية ومنظمة «أطباء بلا حدود».
كما تواجه منظمة «ميديتيرانيا لإنقاذ البشر»، المشغلة لسفينة «ماري يونيو»، اتهامات بتقاضي مبالغ مالية طائلة، بين آب\أغسطس وأيلول\سبتمبر 2020، من أجل نقل نحو 30 مهاجرا كانوا على متن سفينة تجارية دنماركية إلى سفينتها.
وكانت «ميديتيرانيا لإنقاذ البشر» قد شجبت تلك الاتهامات، واضعة إياها في إطار سعي السلطات الإيطالية الدائم لوقف عملها في المتوسط.
وشكلت إيطاليا عبر السنوات الماضية بوابة أساسية للمهاجرين الراغبين بالوصول إلى السواحل الأوروبية، خاصة أولئك القادمين من تونس وليبيا، الذين يضطرون لعبور طريق عبر المتوسط وصفت بأنها الأكثر دموية بين طرقات الهجرة الأخرى في العالم. وسجلت المنظمة الدولية للهجرة منذ مطلع العام الجاري فقدان 232 مهاجرا حياتهم على تلك الطريق.