أخلت الشرطة الفرنسية في مدينة كوكيل، التابعة لمنطقة با دو كاليه، مخيما للمهاجرين تم إنشاؤه قبالة متجر “كونفوراما” (علامة تجارية لإحدى المؤسسات الفرنسية)، وألقت في ذلك الموقع عددا من الصخور الضخمة، منعا لعودة المهاجرين إليه.
أعلنت الشرطة الفرنسية في كاليه عن تفكيك مخيم للمهاجرين أمس الثلاثاء 30 آذار\مارس، أقيم في ساحة قبالة أحد المتاجر في مدينة كوكيل، الكائنة ضمن نطاق منطقة “با دو كاليه”.
وأوضحت الشرطة في بيان أنه “تم تقديم الرعاية لـ76 شخصا، وتم إيواؤهم في عدد من المباني التابعة للمقاطعة (في ميرليمون ونيدونشل وكروازيي)”.
وجاءت تلك العملية بعد حصول صاحب الأرض على قرار قضائي في 18 آذار\مارس من محكمة “بولون سور مير”، يقضي بطرد المهاجرين منها.
وأفادت الشرطة أن دوريات تابعة لها كانت تجول في المخيم قبل إخلائه، من أجل نقل المهاجرين، الراغبين، إلى مراكز استقبال في “با دو كاليه”. لكن أعداد من استجابوا لتلك الدعوات كانت قليلة نسبيا، فمدينة كوكيل تقع غرب كاليه مباشرة، عند مدخل النفق الأوروبي، ومعظم المهاجرين المتواجدين في المنطقة يسعون لعبور النفق إلى بريطانيا بدلا من تسوية أوضاعهم في فرنسا.
صخور ضخمة لمنع إعادة إنشاء المخيم
هذه المرة، لم تكتف السلطات بإجلاء المهاجرين من المخيم، بل قامت بإلقاء صخور ضخمة في الموقع تجنبا لعودتهم وإعادة إنشائهم مخيما جديدا. ووفقا لصحيفة “صوت الشمال” (Voix du Nord)، تم اتخاذ هذا الإجراء بناء على طلب من صاحب الأرض.
بالنسبة لرئيس بلدية كوكيل، ميشال آمي، فإن “العمل سيستأنف في المنطقة. تمت تسوية الأمور”. تصريح آمي الذي جاء في صحيفة “صوت الشمال” ترافق مع قوله إنه كان يتلقى العديد من الشكاوى من التجار في المدينة حول عشرات الخيام التي كان ينصبها المهاجرون أمام مؤسساتهم.
وتسعى السلطات بشكل دائم إلى عرقلة وصول المهاجرين، أو الناشطين الداعمين لهم، إلى المواقع التي تم إخلاؤهم منها، كما حصل في وقت سابق في مدينة “فور نيولي”، الواقعة بين كاليه وسانغات، حيث تم إلقاء حجارة ضخمة في ذلك الموقع في كانون الأول\ديسمبر الماضي لمنع وصول الجمعيات غير الحكومية العاملة مع المهاجرين إلى هناك.
كما قامت في شهر كانون الثاني\يناير بإنشاء مواقف مخصصة للدراجات في وسط مدينة كاليه، في موقع كان يستخدمه المهاجرون كمخيم مؤقت قبل أن يتم إخلاؤهم من المنطقة.
ولم تكتف السلطات بهذا القدر من الإجراءات، حيث قامت بإزالة الأحراج والغابات المحاذية للطريق المؤدي إلى النفق الأوروبي (Eurotunnel)، واستبدلتها بجدران وأسوار شائكة، وذلك لمنع المهاجرين من الإقامة في تلك المنطقة وبالتالي الوصول إلى مدخل النفق.