شغل مُسلسل «لحم غزال» روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، بين مُشيد بالعمل، وبين مُنتقد لـ «لوك» شخصية «غزال» التي تُجسدها الفنانة غادة عبد الرازق ضمن أحداث العمل؛ إذ ظهرت عبد الرازق بمظهر وصفه البعض بأنه بعيد عن طبيعة الشخصية.
ليبقى التساؤل: ما رؤية مُخرج العمل في لوك «غزال» وشكل «السوق» المُتواجد بالمسلسل؟، وماذا عن ردود الأفعال بعد عرض أولى حلقاته؟
وفي هذا الإطار يقول مخرج العمل محمد أسامة إن «بعد عرض الحلقة الأولى من (لحم غزال) ظهرت ردود أفعال بعضها إيجابي والآخر سلبي، ولكني لا ألتفت لردود الأفعال الإيجابية بقدر اهتمامي بالسلبية خاصة إن كان النقد بناء».
ويتابع في حديثه «: «من الطبيعي أن يعلق الجمهور على لوك الفنانة غادة عبد الرازق وينتقده ولكن الذي سيعرفه الجمهور في الحلقات القادمة أن هذه السيدة ليست بائعة في السوق ولكنها اضطرت لدخول هذا السوق بحثًا عن ابنها لذلك يجب أن تكون مُختلفة عمن حولها، لأنها لا تنتمي للمنطقة ولا لتلك الطبقة الاجتماعية».
ويؤكد المخرج المصري أنه من الضروري عند تجسيد الممثل لأي شخصية يجب الحرص على ملائمة شكل الشخصية في الواقع بقدر الإمكان، قائلًا «في النهاية نعمل عملا فنيا ونحاول طوال الوقت إيصالها للواقع وفي بعض الأحيان ننجح والبعض الآخر نقترب من الواقع بنسبة ما، وأتمنى أن نكون في «لحم غزال» اقتربنا من الواقع».
ويلفت أسامة إلى أن النقد البناء شيء جيد ولكن النقد لمُجرد النقد وتكسير طموح الفنان قاسي للغاية، متابعا بالقول: «تقمص الجمهور لدور الناقد الفني في معظم الأوقات شيء صعب للغاية خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت المتحكمة في آراء ووجهات نظر الجمهور فوجدنا أن الجمهور ينقسم إلى تيارات مُؤيدة ومُعارضة».
ويتابع: «أسعى طوال الوقت لعدم الالتفات لذلك وأُكمل طريقي لأنني دائمًا سأجد نقدا للعمل وللصورة وللمكياج ففي النهاية أنا أقدم عملا فنيا هدفه التسلية والانبساط».
ويكشف مخرج «لحم غزال» أن السوق الذي تدور أحداث العمل فيه، تم بناؤه خصيصًا للمُسلسل واستغرق بناؤه شهرين .
ويضيف قائلًا: «قمنا بعمل معاينات لأسواق مصرية حتى نقترب من الشكل الواقعي، فذهبنا لسوق السيدة زينب وسوق المنيب، وسوق إمبابة- أسواق شهيرة بالقاهرة- كما كنا حريصين على أن يكون سوق عام – وليس جزارة فقط فوضعنا به بائعي خضار، ومحلات سوبر ماركت ولكن الطابع العام سوق جزارة».
ويتابع: «بعد إجراء المُعاينات وضعنا شكلا خاص بالعمل، قريب للواقع الذي شاهدناه بالمعاينات، وكان يجب عليّ أن أقوم بعمل توازن بين الواقع والعمل الفني، لأن المدبح في شكله الحقيقي عند وضعه في عمل فني سيكون صعب للغاية علي المُشاهد».
كواليس العمل
ويكشف المخرج المصري كواليس مُسلسل «لحم غزال»، إذ يقول: «بدأنا التصوير بـ 20 حلقة فقط مكتوبين وخلال التصوير اكتمل لـ 30». مُؤكدا على أن بدء تصوير المسلسل قبل انتهاء المُؤلف من كتابته شيء مُضر جدا بالعمل وصُناعه، لأن العمل المحكم والجيد يجب أن يتم التحضير له بشكل جيد والإلمام بكافة تفاصيله حتى يخرج في أفضل صورة.
ويتابع: «حاولنا قدر الإمكان أن يحدث ذلك في (لحم غزال) ولكن مُوسم رمضان له ظروفه الخاصة فلا تستطيع أن تفعل ذلك ولكن حاولنا دخول التصوير بأكبر قدر ممكن من الحلقات، وكل مُمثل يعلم بداية ونهاية ومنتصف دوره حتى يعلم كيف يُوظف ذلك في المشاعر والانفعالات الخاصة بالشخصية التي يُجسدها».
ويؤكد أسامة أن الرسالة التي يُريد إيصالها صناع «لحم غزال» للجمهور رسالة إنسانية من خلال مجموعة علاقات متشابكة بين أبطال العمل وبعضهم البعض، وسيتضح ذلك خلال الحلقات القادمة.
ويوضح أن الأصعب في تجربة «لحم غزال»، تصوير مسلسل مصري في لبنان ومحاولة تقريب صورة بلد لبلد أخرى، مُشيرا إلى أنهم سينتهوا من التصوير نهاية شهر رمضان.
وبسؤاله عن الخطأ في كتابة اسم الفنان عمرو عبد الجليل على تتر العمل أكد على أنه خطأ غير مقصود وحدث معه هو أيضًا واسمه كان مكتوبا بشكل خاطئ وتم تداركه في الحلقة التي تم إذاعتها لاحقًا.
واختتم المخرج محمد أسامة حواره معرباً عن سعادته بالعمل مع فنانة بقيمة الفنانة غادة عبد الرازق لأنها مُمثلة واعية ولديها طاقات تمثيلية كبيرة جعلته مستمتعًا في كواليس العمل معها .