ساعات قليلة تفصلنا عن بدء ماراثون دراما رمضان، وهناك أعمال فنية من المتوقع تحقيقها لنسب مشاهدة عالية، ومن بينها مسلسل «موسى» من بطولة الفنان محمد رمضان، الذي تحجز مسلسلاته الرمضانية مكانتها الخاصة بقائمة الأعلى مشاهدة خلال الأعوام الماضية.
وقبل بدء عرض المسلسل، اتهم بعض من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي الممثل المصري محمد رمضان بأن أعماله الفنية تشبه بعضها البعض بنسبة كبيرة من حيث سير الأحداث الدرامية، لدرجة أن الجمهور بدأ في توقع أحداث مسلسل موسى قبل عرض أي حلقة منه.
وفي تصريحات خاصة يرد مؤلف «موسى»، ناصر عبد الرحمن على تلك الانتقادات، ويكشف كواليس المسلسل.
يقول الكاتب المصري إنه يتعجب من الانتقادات التي توجه إلى المسلسل قبل عرضه، مؤكدًا أن الجمهور يجب أن يبنى حكمه على «موسى» بعد عرض حلقاته كاملة.
ويضيف عبد الرحمن : «إذا خضع المؤلف لضغوط الجمهور، سيتخلى عن هويته الفنية، وسيقدم (عملًا ضعيفًا) تسير أحداثه وفقًا لرغبة المشاهد، وحتى ننهى تلك الانتقادات المبكرة، أعد الجمهور بأن (موسى) يحتوى على عديد من التقلبات الدرامية (تويستات) ولن يكون من السهل على المشاهد توقع أحداثه».
كواليس العمل
ويتابع قائلًا: «سيكون المسلسل بمثابة ملحمة بها كثير من الشجن والحزن، وكأن الأحداث الدرامية تتحرك على نغمات (الربابة)».
كما يوضح ناصر عبد الرحمن أن كتابة مسلسل موسى استغرقت قرابة 9 أشهر: «كان لديّ الوقت الكافي لأعطي كل حدث درامي داخل المسلسل حقه في الكتابة، بما يناسب شخصيات المسلسل سواء كانت رئيسية أو فرعية، ولم أضطر إلى تعديل سيناريو المسلسل أثناء التصوير، وتمكن المخرج محمد سلامة رفقة معاونيه من تحويل سطور السيناريو المكتوبة إلى مشاهد معبرة، وسط أداء تمثيلي قوي من كل أفراد عمل المسلسل وعلى رأسهم محمد رمضان».
كما يستطرد المؤلف المصري: «أحداث المسلسل تدور في الفترة من عام 1942 إلى 1952، التي شهدت كثير من الأحداث التاريخية والتغيرات العالمية مثل: الحرب العالمية الثانية، انتشار وباء الكوليرا، حريق القاهرة، وغيرها من الأحداث التي تؤثر بشكلٍ مباشر على سير أحداث المسلسل، ورحلة أبطاله».
ويؤكد عبد الرحمن استعانته بمراجع تاريخية من أجل كتابة عمل فني يبرز تلك الحقبة الزمنية وما بها من أحداث وتغيرات اجتماعية، «لديّ شغف كبير بتلك الفترة، وقرأت عنها كثيرًا قبل التفكير في كتابة المسلسل، لذا عندما قرر رمضان التعاون معي في عمل درامي، قررت أن تدور أحداثها في الأربعينيات، كما أن والدي في حديثه معي، روى لي كثيرًا من تفاصيل تلك الفترة، ولا أتحدث هنا عن الأحداث التاريخية، لكن تفاصيلها الإنسانية، وكيف تعامل المواطنين معها بمختلف فئاتهم وطبقاتهم، لذا بمجرد كتابة السطور الأولى في المسلسل، كنت في رحلة عبر الزمن، تعمقت بداخلها في تفاصيل تلك الفترة وكأنني عاصرتها».
تجربة بلا قيود فنية
ويمتلك عبد الرحمن مسيرة فنية تمتلئ بعديد من الأعمال التي لاقت قبولًا واسعًا من الجمهور والنقاد مثل: مسلسل «جبل الحلال»، وأفلام «هي فوضى» و»كف القمر» و»دكان شحاتة» و»حين ميسرة».
وعن تجربة موسى، يقول المؤلف المصري إن القائمين على العمل سواء على المستوى الفني أو الإنتاجي أتاحوا له فرصة كبيرة لكتابة مسلسل يخلو من القيود الفنية بمختلف أسبابها، «كنا نسعى لإنتاج عمل فني يبهر أفراده قبل الجمهور، حتى نتمكن من إبهار الجمهور فور عرضه، أو على الأقل نوفر عوامل كافية لجذب انتباه المشاهد، تاركين له الحكم في النهاية، الأمر كله يتعلق ببذل مجهود كبير لنضمن نسبيًا رضا الجمهور عن المسلسل».
وينتقل ناصر عبد الرحمن من الحديث عن المسلسل إلى الحديث عن محمد رمضان، موضحًا أنه أصغر بطل عمل من حيث السن تعامل معه خلال مسيرته الفنية، «كنت أتعامل مع رمضان كأنه موسى خلال تصوير المسلسل، وفي الحقيقة نجح رمضان في تقديم كل مشهد بأفضل شكل ممكن، وأهتم بكل تفاصيل شخصية موسى، وسيكون دوره مفاجئ للجمهور».
الماراثون الرمضاني
وبسؤاله عن ازدحام الموسم الرمضاني بالأعمال الدرامية، يقول ناصر عبد الرحمن: «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، والمسلسلات المصرية يشاهدها كل جمهور الدول العربية، لذا فإن هناك مساحة كافية لعرض هذا الكم من المسلسلات، وسيتجه كل قطاع من الجمهور إلى العمل الفني المناسب له، وحتى إن كانت تلك الأعمال الدرامية يشاهدها المصريون فقط، فأن دولة يبلغ عدد سكانها أكثر من مائة مليون مواطن، تكون في احتياج لإنتاج فني ضخم ومتنوع لإشباع الرغبات المختلفة للجمهور».
ويختم عبد الرحمن حديثه متمنيًا أن يكون قد نجح، هو وكل فريق عمل مسلسل موسى في تقديم عمل ينال إعجاب ورضا الجمهور.