مع اقتراب استكمال خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، يسلط هذا التقرير الضوء على مجموعة نقاط من الممكن أن تؤثر على أوضاع المهاجرين الراغبين في الوصول إلى المملكة المتحدة.
مع نهاية شهر كانون الأول/ديسيمبر، ستنتهي الفترة الانتقالية لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبهذا سيدخل “البريكسيت” حيز التنفيذ العملي ولن تبقى القوانين والقواعد السارية ضمن الاتحاد الأوروبي ملزمة للمملكة المتحدة وواجبة التطبيق، لاسيما في منطقة بحر المانش.
وكانت لندن وبروكسل توصلتا إلى اتفاق تجارة حرة في 24 كانون الأول/ديسمبر من شأنه إنقاذ اقتصاديهما، ولكن لا اتفاقات ثانية تتعلق بأوضاع المهاجرين وطالبي اللجوء الراغبين في الوصول إلى المملكة المتحدة.
مهاجر نيوز سيوضح بعض النقاط المتعلقة بالتغييرات التي ستطرأ على أوضاع المهاجرين الراغبين في الوصول إلى المملكة المتحدة عقب تنفيذ البريكسيت.
إنهاء المملكة المتحدة العمل باتفاق دبلن الثالث
ستنهي المملكة المتحدة العمل باتفاق ”دبلن“ الذي ينص على تحديد البلد الأوروبي المسؤول عن ملف طالب اللجوء. ويتيح الاتفاق إحالة طالب اللجوء إلى أول بلد أوروبي دخل إليه وقدم فيه بصماته ليكون مسؤولا عن ملف لجوئه.
ولم يكشف إلى الآن عن أي إجراء سيتخذ بدل دبلن، لذا ستبقى الأوضاع مبهمة وربما تستمر على هذا النحو لبضعة أشهر.
وأوضحت الحكومة البريطانية أنه في حالة الإخفاق في إبرام اتفاقية مشتركة جديدة بين المملكة المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فإن لندن ستتفاوض على اتفاقات ثنائية فردية مع كل دولة.
عمليات لم شمل العائلات ليست مضمونة
أحد الآثار المباشرة لعملية الإنفصال هي أن لم شمل العائلات سيكون معقدا بسبب إيقاف العمل باتفاق دبلن، إذ سيتم الانحياز إلى القانون البريطاني للبت في مسائل لم الشمل والقانون معروف بمحدوديته في ما يتعلق بموضوع اللجوء.
ويسمح اتفاق دبلن ثلاثة أن لطالب اللجوء البالغ، بتقديم طلب للمملكة المتحدة من أجل الانضمام إلى زوجه أو أطفاله المقيمين هناك سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين أو لاجئين أو طالبي لجوء، كما يسمح للقاصرين غير المصحوبين بدخول المملكة للانضمام إلى والديهم أو إخوتهم أو أحد أقاربهم.
ستتغيير المعطيات على الجميع بعد إيقاف العمل بدبلن، إذ إن لم الشمل لن يكون متاحا للاجئين أو من يتمتعون بالحماية، أما بالنسبة إلى القاصرين غير المصحوبين فسيقبل لم الشمل بحال وجود أحد الوالدين حصرا في المملكة المتحدة.
وتضيف رئيسة منظمة ”سيف باساج انترناشيونال“، التي تدعم طالبي اللجوء في في إنكلترا وفرنسا واليونان، ماريو شارلوت فابيه، أنه من دون اتفاق دبلن فإن 95% من المهاجرين الذين ساعدتهم المنظمة في السنوات الأخيرة لن يتمكنوا من الانضمام إلى عائلاتهم في المملكة المتحدة.
مشيرة إلى أن انتهاء دبلن يعني انتهاء الوسيلة القانونية الوحيدة التي تتيح لطالبي اللجوء الواصلين عبر الاتحاد الأوروبي، من إتمام عملية لم الشمل وتقديم اللجوء في المملكة، مردفة أنه خلال الأشهر المقبلة ستكون الجريمة وطرق المهربين والوسائل الخطرة هي الحل الوحيد للوصول إلى المملكة المتحدة.
آثار قليلة على المهاجرين غير الأوروبيين
بريكزت سيؤثر أيضا على المهاجرين الشرعيين غير الأوروبيين، وفق أليكس بيتس، المتخصص في موضوع المهاجرين والعلاقات الدولية من جامعة أوكسفورد. وذلك لأن المملكة المتحدة لديها مرونة في قبول أو رفض سياسات الاتحاد الاوروبي المتعلقة بالمهاجرين، بالإضافة إلى أنها ليست جزء من منطقة “شنغن” مما جعل عدد طالبي اللجوء الواصلين إلى بريطانيا منخفض نسبيا وهو أمر لن يتغير بعد البريكسيت.
والأكثر تأثرا هم المهاجرون الأوروبيون الراغبون في العمل داخل المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن يصبح دخول المهاجرين الذين لا يتمتعون بكفاءات ومهارات عالية أصعب بعد إتمام البريكسيت.
وجوب حماية اللاجئين
على الرغم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ستبقى ملزمة بحماية اللاجئين، فهي كانت وقعت على اتفاق عام 1951 الذي يفرض مبدأ عدم الإعادة القسرية للاجئين إلى بلد يهدد حياتهم أو حريتهم أو يضعهم في خطر.
سيبقى الوضع كما هو بالنسبة إلى المهاجرين غير الشرعيين في كاليه
تغييرات ضئيلة ستطرأ على أوضاع إلى المهاجرين غير الشرعيين في كاليه، الراغبين في الوصول إلى البر البريطاني، فالحدود البريطانية الفرنسية محكومة أصلا باتفاقات بين البلدين، ولن يبطلها البريكسيت، حيث يحظر دخول أشخاص غير أوروبيين انطلاقا من بلدان أوروبية إلى المملكة المتحدة من دون تأشيرة خاصة، باعتبارها لا تخضع لاتفاق “شنغن”.
ومن المتوقع أن يتم رفع مستوى التأهب الأمني في المنطقة يوم إتمام البريكسيت، بالإضافة إلى تشديد المراقبة على الشاحنات الثقيلة التي تتولى نقل البضائع بين البلدان الأوروبية والمملكة المتحدة.