الرئيسيةالهجرةفرنسا: جمعية ناشطة تراهن على دمج المهاجرين عبر فرص العمل

فرنسا: جمعية ناشطة تراهن على دمج المهاجرين عبر فرص العمل

صورة مأخوذة عن موقع الجمعية على الانترنت تراهن جمعية خاصة بتشغيل اللاجئين منذ أكثر من عام على دمج اللاجئين في المجتمع الفرنسي، عبر مساعدتهم على إيجاد فرص للعمل. وتواصلت هذه الجمعية مع 20 من كبريات المؤسسات الفرنسية، لتسهيل توظيف 200 لاجئ من أصل 1200 شخص أرسلوا سيرهم المهنية إليها.

“العمل يعني الكرامة وهو الخطوة الأولى نحو النجاح”، وانطلاقا من هذ الاستنتاج أسست ديان بيندر بمساعدة كافيتا براهمبهات مستشارة الهيئة العليا للاجئين في الأمم المتحدة، وبمواكبة خالد كاكا اللاجئ السوري، جمعية تشغيل اللاجئين في أوائل العام 2013.

وظائف الموقع

ظهرت فكرة تأسيس هذه الجمعية بعدما رأت ديان صورة جثة الطفل إيلان على أحد شواطئ تركيا في أيلول/سبتمبر عام 2015. ” بعد بضعة أسابيع من الصدمة التي عمت الجميع إثر رؤية تلك الصورة، لم يعد يتذكرها أحد”، كما تقول ديان مضيفة: ” قلت في نفسي المواقف السياسية لا تهم، ما يهم هو مساعدة هؤلاء الناس على الاستقرار بعد وصولهم إلى أوروبا “.

من هنا انطلق المشروع أساسا عبر خلق صفحة على فيسبوك، حيث سرى الخبر سريعا بين اللاجئين، وتأكد مع مرور الوقت نجاح هذه الفكرة. تركز ديان على هذه البداية، حيث تقول “بعد شهر من بدء العمل بهذه الفكرة استطعنا تشغيل خمسين لاجئا “. شجع هذا النجاح السيدة الأربعينية العاملة في إحدى المؤسسات الفرنسية الكبرى كمسؤولة على التواصل والتطوير باتجاه أفريقيا والشرق الأوسط.

وبعد هذه النتائج المرضية قام فريق العمل في ربيع 2016، بفتح صفحة على الأنترنت يتواصل عبرها أرباب العمل مع اللاجئين، ” كان النجاح من نصيبنا مباشرة لأننا كنا السباقين في التركيز على الدمج بواسطة العمل”، حسبما تقول ديان بيندر.

وللاستفادة من خدمات هذا الموقع يمكن الدخول إليه بعد تنزيل السيرة المهنية لطالب العمل. وتشير صاحبة الفكرة إلى أنه: “بعد ذلك يقوم رب العمل بالاتصال بنا فنقوم بالربط بين رب العمل والباحث عن الوظيفة، كما يستطيع الشخص المسجل عندنا تصفح العروض وطلبات الوظائف المتوفرة”. ويقدم الموقع أيضا مساعدته لكتابة السيرة المهنية.

200 وظيفة عمل و1200 سيرة مهنية بانتظار الفرصة

كان الموقع يتعاون في البداية مع أرباب العمل، خاصة الأفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ثم توسع نشاطه ليشمل التعاون مع موقع جوبي جوبا، المتخصص في البحث عن العمل وهو موقع يقوم بجرد لفرص العمل المنشورة على الأنترنت. ثم بعدها أصبح يتعاون مع الشركات الكبرى. وتضيف ديان ” أما الآن فنحن نعمل مع حوالي العشرين من المؤسسات الكبرى “، التي تشمل نشاطاتها العديد من القطاعات مثل المطاعم، والخدمات الخاصة بالأشخاص، وكذلك قطاع التكنولوجيا الحديثة، ومنها مخازن كارفور الشهيرة.

استطاعت جمعية تشغيل اللاجئين إيجاد 200 فرصة عمل غالبيتها عقود عمل قصيرة الأجل، وهي تختزن في موقعها 1200، سيرة مهنية ذاتية لطلاب العمل من اللاجئين. ويعمل في هذه الجمعية شخصان إضافة إلى عدد آخر من المتطوعين. وتضاعف الجمعية من نشاطها وتوسع اتصالاتها نحو مؤسسات التشغيل الخاصة مثل آديكو، كما تتعاون مع جمعيات مساعدة اللاجئين مثل (فرنسا أرض لجوء، وبام، وسينغا).

وبرغم نجاح المشروع لا يزال البعض يطلق الأحكام العشوائية حول إرادة الاندماج لدى المهاجرين، كما تقول ديان بيندر، التي لا تتوقف عند هذه الأفكار المسبقة عن الهجرة بل تواصل جهدها وتعرض أفكارها في هذا المجال. وتضيف هذه السيدة أن: ” الوكالة الوطنية للعمل تحصي ما لا يقل عن 400,000 فرصة متوفرة في فرنسا، ولا تجد من يبحث عنها لأن أغلبها يتعلق بقطاعات لا يحب الفرنسيون العمل فيها”.

الكثير من اللاجئين يحملون شهادات عالية وتنقصهم اللغة

تفصح ديان بيندر عن أن الكثير من المهاجرين يحملون شهادات عالية، لكنها غير معترف بها في بلاد اللجوء التي يصلون إليها، ما يجبر اللاجئ على قبول العمل في مجالات لا تتعلق باختصاصه الأولي، وتعطي مثلا على ذلك ” محمد وهو لاجئ عراقي يتكلم خمس لغات ومتخصص بالهندسة الداخلية، أما الآن فهو يعمل في ورش البناء”.

تعتبر اللغة أكبر حاجز أمام اندماج اللاجئين في مجتمعات البلدان التي يصلون إليها، وهنا تؤكد ديان بيندر أنه، ” يجب أن يعرف الناس أن العمل بحد ذاته، هو عامل أساسي ويزيد من إمكانية تعلم اللغة والتقاليد الثقافية المحلية”، وتضيف ديان: ” اللاجئ ليس المشكلة بل هو فرصة يجب اقتناصها في بلادنا”.

 

Most Popular

Recent Comments