تستخدم شركات التبغ وسائل عديدة للترويج لمنتجاتها، ومن ضمن هذه الوسائل الاستعانة بالمؤثرين من الفنانين، من خلال الأفلام والمسلسلات، وتعمدهم تدخين جميع منتجات التبغ للترويج لهذه المنتجات، وبمناسبة قرب بدء شهر رمضان الكريم، تحذر منظمة الصحة العالمية وخبراء الصحة من الترويج لمنتجات التبغ من خلال دراما رمضان، واستغلال فرصة الصيام للإقلاع عن التدخين.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن النيكوتين الموجود في التبغ يسبب الإدمان بشكل كبير وتعاطيه يمثل عامل خطر رئيسيا لأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، مؤكدة أن أكثر من 20 نوعًا من السرطان يصيب الأشخاص نتيجة التدخين، مشيرة إلى أنه في كل عام يقتل التدخين أكثر من 8 ملايين شخص.
وكشفت منظمة الصحة العالمية، إنه لسنوات طويلة، استخدمت شركات التبغ عمدًا تكتيكات جديدة وجيدة الموارد لجذب الشباب إلى منتجاتها والنيكوتين، حيث تكشف وثائق صناعة التبغ عن الأساليب المحسوبة والمصممة لجذب جيل جديد من مستخدمي التبغ.
وقالت المنظمة، إن هذه الأساليب تبدأ من تصميم المنتجات إلى حملات التسويق التي تهدف إلى استبدال ملايين الأشخاص الذين يتوفون كل عام بسبب الأمراض الناتجة عن التدخين بمستهلكين جدد من الأطفال والشباب، وخاصة أساليب التسويق التي تستهدف الشباب، بما في ذلك من خلال تقديم منتجات ونكهات جديدة ومبتكرة وميزات أخرى جذابة.
توصى منظمة الصحة العالمية، بالاستعانة بالمؤثرين «في الثقافة الشعبية»، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المنزل، أو في الفصول الدراسية لحماية الشباب والدفاع عنهم وتحفيز التغيير من خلال إشراكهم في مكافحة التبغ.
كيف تتلاعب شركات التبغ بالشباب؟
أكدت المنظمة، إن استخدام النكهات الجذابة للشباب في منتجات التبغ والنيكوتين، مثل الكرز واللبان، والحلوى القطنية، يشجع الشباب على التقليل من المخاطر الصحية ذات الصلة والبدء في استخدامها، بتصميمات أنيقة ومنتجات جذابة، والتي يمكن أيضًا أن تكون سهلة الحمل، موضحة أن شركات التبغ تتعمد الترويج للمنتجات على أنها بدائل «أقل ضررًا» أو «أنظف» من السجائر التقليدية في غياب علم موضوعي يدعم هذه الادعاءات، حيث تقدم أشكالا جديدة من التدخين مثل التبغ المسخن، والسجائر الإلكترونية بأشكال جذابة ونكهات جديدة لجذب المزيد من الضحايا مع الادعاء الكاذب والمضلل إن هذه الأشكال الجديدة يمكن اعتبارها طرق للإقلاع عن التدخين التقليدي، مع رعاية المشاهير المؤثرين على «Instagram»، وإقامة المسابقات التي ترعاها العلامات التجارية للترويج لمنتجات التبغ والنيكوتين، كما يتم تسويق منتجات التبغ في أماكن البيع بالقرب من الأماكن التي يتردد عليها الأطفال، بجانب الحلويات، أو الوجبات الخفيفة، أو المياه الغازية.
وأشارت إلى أنه يتم بيع السجائر بشكل مفرد لتسهيل شرائها من الشباب، كما يتم توفير منتجات التبغ والنيكوتين بالقرب من المدارس، مما يجعلها رخيصة وسهلة لأطفال المدارس للوصول إلى منتجات التبغ والنيكوتين، حيث تستثمر صناعة التبغ كل عام أكثر من 9 مليارات دولار أمريكي للإعلان عن منتجاتها، وتستهدف بشكل متزايد الشباب بمنتجات النيكوتين .
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن شركات صناعة التبغ تستخدم وسائل وطرق سهلة وبسيطة للإقبال على منتجاتها، ومنها التسوق غير المباشر لمنتجات التبغ في الأفلام والبرامج التليفزيونية وبرامج البث عبر الإنترنت، من خلال الإعلانات الجذابة وعروض العبوات، والتي تجذب الأطفال صغار السن، وإضعاف جميع أنواع لوائح مكافحة التبغ، بما في ذلك ملصقات التحذير.
وأضافت منظمة الصحة العالمية، أنه لا يمكن للعالم أن يتحمل جيلاً آخر منخدعًا بأكاذيب شركات التبغ، التي تتظاهر بأنها تعزز حرية الاختيار الشخصي، بينما تضمن أرباحًا أبدية بغض النظر عن ملايين الأشخاص الذين يدفعون ثمن حياتهم كل عام.
وتحث منظمة الصحة العالمية المؤثرين في الثقافة الشعبية، أو على وسائل التواصل الاجتماعي، أو في المنزل، أو في المدرسة، أو من خلال وسائل الإعلام الذين يصلون ويتواصلون مع الشباب، لكى يعرفوا الأساليب المتلاعبة لصناعة التبغ لخلق جيل جديد من مستخدمي منتجاتهم المتعددة.