منذ تفاقم أزمة اللجوء، أضحت اليونان تتصدر عناوين الأخبار الرئيسية، ومع استمرار وصول اللاجئين إلى الجزيرتين خيوس وساموس، يبقى السؤال المطروح، كيف تتعامل اليونان مع طالبي اللجوء هؤلاء؟ وكم هو مجموع اللاجئين الذين استقبلتهم البلاد؟
طبقا للأرقام الخاصة بلجنة الإنقاذ الدولية، يوجد حاليا 62 ألف طالب لجوء عالقين في اليونان ينتظرون إتمام إجراءات طلبات اللجوء الخاصة بهم، أما بالنسبة لأعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى اليونان فإن مكتب الإحصاءات في الاتحاد الأوروبي، يوروستات (Eurostat)، يورد أن 16500 شخص قدموا طلبات لجوء في الربع الأول من عام 2017 وحده، أي (خلال كانون الثاني/ يناير الماضي حتى آذار/ مارس) من العام الحالي. وللمقارنة فإن العام الماضي شهد في نفس الفترة تقديم طلبات إضافية عن العام الحالي بمعدل 5 آلاف طلب لجوء، وذلك بعد تطبيق هذا النظام لأول مرة في البلاد.
كيفية تقديم طلب اللجوء
هناك عدة طرق لتقديم طلب لجوء في اليونان، ولعل أبرزها شيوعا هي الحصول على موعد في دائرة خدمات اللجوء اليونانية من خلال برنامج سكايب (Skype). بعد ذلك يتوجب عليك الذهاب إلى دائرة اللجوء لإجراء مقابلة شخصية. هناك، سوف يطلب منك توضيح أسباب طلب اللجوء في اليونان. وسيقوم المكتب بعد ذلك بدراسة الطلب وبالتالي قبول طلب اللجوء أو رفضه. وفي حالة تم رفض طلبك فلدیك الحق في الاستئناف ضد القرار أمام مکتب اللجوء، كما یمکن استدعائك لإجراء مقابلة أخرى.
إذا كنت عالقا في مركز الاحتجاز، يمكنك تقديم طلب للحصول على الحماية الدولية في ذات المركز، وستقوم السلطات بإخطار خدمات اللجوء لتحديد موعد خاص بك. يجب أن تبقى في اليونان طوال مدة فحص طلب اللجوء الخاص بك، ويتوجب عليك عدم السفر.
بوجه عام، سيتم معالجة طلب اللجوء المقدم من طرفك في غضون ستة أشهر، إلا أنه نظرا لتراكم طلبات اللجوء في اليونان، قد يستغرق الأمر وقتا أطول من ذلك.
من هو المؤهل للحصول على حماية ؟
الأشخاص المؤهلون للحماية في اليونان هم الأشخاص الذين يستوفون شروط اتفاقية جنيف لعام 1951، بمن فيهم أولئك الذين فروا من بلدهم بسبب الاضطهاد بسبب أحد الأمور التالية: الانتماء إلى دين معين أو مجموعة إثنية معينة، أو الجنسية، أو الفئة الاجتماعية، أو نوع الجنس أو التوجه الجنسي. ويخضع أولئك الذين يتعرضون للاضطهاد بسبب وجود معتقدات سياسية مختلفة أيضا لتلك للمعايير.
أما الحماية الجزئية فتنطبق على من لا تتناسب ظروفه مع المعايير المذكورة أعلاه، لكنهم يواجهون أخطارا أخرى في بلدهم، مثل عقوبة الإعدام أو التعذيب أو التهديدات الخطيرة لحياتهم.
الاتحاد الأوروبي وسياسة اللجوء
تتاثر اليونان حاليا باتفاقيتي لجوء تابعتين للاتحاد الأوروبي، أولهما الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، التي دخلت حيز التنفيذ في 20 مارس/آذار 2016. بموجب هذه الاتفاقية، ترسل اليونان طالبي لجوء في البلاد إلى تركيا وبالمقابل ترسل الحكومة التركية لاجئا متواجد في تركيا إلى دول الاتحاد الأوربي.
وهناك اتفاقية أخرى للاجئين تؤثر على اليونان وهي اتفاقية إعادة توزيع اللاجئين من الاتحاد الأوروبي التي صدرت في سبتمبر/أيلول 2015. والهدف منها إعادة توزيع 120 ألف لاجئ من إيطاليا واليونان إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، لكن حتى الآن، مازالت العديد من دول أوروبا الشرقية مترددة في اتخاذ أي إجراء.