العلم هو الطريق للتحرر من التابوهات
ليست الأبحاث العلمية هي فقط ما يسعى «الباحثون السوريون» إلى نشره فحسب، بل يرى مهند أن العلم له دور كبير في بناء مجتمعات ديمقراطية «العلم يجعلنا نتقبل الرأي الأخر، رغم الاختلافات الدينية والسياسية والفكرية، ولكن عندما يختلف الناس في أمر علمي فإنهم يركنون إلى القواعد الأساسية للعلم والمنطق، ليحسموا خلافهم باتفاق وحلّ». ويشير مهند إلى دور العلم في انفتاح المجتمعات بقوله «هناك مواضيع تعد من التابوهات وتمنعنا مبادئ مجتمعاتنا من الخوض بالحديث فيها. مثل التوعية الجنسية أو المثلية الجنسية مثلا، لكن وبفضل العلم نحن نتحاور مع متابعينا وهو أمر كان مستحيلا منذ 5 سنوات».
منح علمية للاجئين
مساعدة اللاجئين الراغبين بمتابعة دراستهم في الجامعات الألمانية من بين أهم انجازات «الباحثون السوريون». بدعم من منظمة «كايرون» الألمانية، حصل «الباحثون السوريون» على 200 منحة دراسية. تتيح هذه المنح للاجئين السوريين والعراقيين فرصة متابعة دراستهم في الجامعات الألمانية، وهي مخصصة للدراسة في مجال الهندسة والاقتصاد وعلم الاجتماع. هذه المنح موجهة لجميع الطلاب الجامعيين الذين لم يعد بإمكانهم متابعة الدراسة في الجامعات السورية بسبب الحرب أو الطلاب اللاجئين في الأردن وتركيا وألمانيا وفرنسا. ويضيف مهند: «يمكن لمن حصل على المنحة متابعة كوورسات تحضيرية معدة من قبل جامعة هارفرد، ومن يحصل على وثيقة تؤكد نجاحه في هذه الكورسات يمكنه الالتحاق مباشرة بالجامعات الألمانية، والدراسة تبدأ من السنة الثالثة، علما أن تكاليف االدراسة أونلاين مجانية، إذ تقوم منظمة كايرون والباحثون بتغطية هذه التكاليف».
ليس هذا فحسب، بل يحضر موقع «الباحثون السوريون» وبالتعاون مع منظمة «كايرون» أيضا، لتقديم منح لمن يرغب بالقيام بدورات تدريبية مع خبراء مختصين لتطوير خبراتهم العملية في كلا من سوريا والعراق.
وفي النهاية يؤكد مهند أن موقع الباحثون السوريون يرحب بجميع اللاجئين الذين لديهم أفكار لمشاريع علمية ويرغبون بتطويرها» نحن بحاجة لدعم اللاجئين وعليهم التواصل معنا».
متابعة الدراسة في الجامعات الألمانية هو حلم الكثير من اللاجئين والشباب الذين يعيشون في مناطق تعاني من حروب. موقع «الباحثون السوريون» وبدعم من منظمات ألمانية يسعى إلى دعم هؤلاء اللاجئين وتقديم منح دراسية لهم في الجامعات الألمانية.
متابعة الدراسة في الجامعات الألمانية هو حلم الكثير من اللاجئين والشباب الذين يعيشون في مناطق تعاني من حروب. موقع «الباحثون السوريون» وبدعم من منظمات ألمانية يسعى إلى دعم هؤلاء اللاجئين وتقديم منح دراسية لهم في الجامعات الألمانية.
«علاقة الزواج بالوزن الزائد» وهل «ستنفذ الموسيقى منّا يوما ما» و»تأثير التكنولوجيا على حياتنا الاجتماعية»، ليست إلا عناوين لبعض المواضيع التي يتناولها موقع الباحثون السوريون. يعد موقع «الباحثون السوريون» واحداً من أكبر المواقع العلمية الناطقة باللغة العربية، وبعد فترة قصيرة من إطلاقه، حصدت الصفحة الخاصة بالموقع على فيسبوك أكثر من مليوني متابع.
أصل فكرة «الباحثون السوريون» يعود إلى مهند ملك وهو باحث متخصص بعلم الخلية السرطانية. في عام 2012 أطلق الشاب السوري الفرنسي حركة «الباحثون السوريون» وهي حركة علمية ناطقة باللغة العربية وتضم شباب وعلماء سوريين وعرب.
«بالعلم يمكن بناء المجتمع»
يعمل في هذا الموقع حوالي 500 شخص، منهم باحثون وطلاب جامعات من مختلف أنحاء العالم. ويهدف العاملون في هذا الموقع إلى نشر آخر ما توصلت إليه البحوث العلمية بطريقة مبسطة إلى العالم العربي حسبما يؤكد مهند في حواره لموقع مهاجر نيوز مضيفا بالقول «بالعلم يمكن بناء المجتمع. ألمانيا واليابان بلدان خرجتا من الحرب مهزومتين وهما الآن من أكبر الدول الاقتصادية في العالم وأكبر الدول المنتجة للتكنولوجيا».
يعزو مهند سبب هذا النجاح الاقتصادي لدول مثل – ألمانيا واليابان- رغم تعرضها للحروب إلى «الحركات العلمية التي استثمرت العلم والشباب في بلدانها، وهو تماما ما نرغب بالوصول إليه في مجتمعنا السوري خاصة والعربي عامة».