الرئيسيةمنوعات عالميةالجريمة الجريئة.. هكذا اختطف الرضيع من قلب المستشفى القاهري

الجريمة الجريئة.. هكذا اختطف الرضيع من قلب المستشفى القاهري

قررت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المصرية،‭ ‬الأربعاء،‭ ‬حبس‭ ‬رجل‭ ‬وزوجته‭ ‬بعد‭ ‬انتحال‭ ‬الأخيرة‭ ‬صفة‭ ‬طبيبة،‭ ‬وقيامها‭ ‬بخطف‭ ‬رضيع‭ ‬من‭ ‬أمه،‭ ‬بذريعة‭ ‬علاجه‭.‬

وأوضحت‭ ‬النيابة‭ ‬في‭ ‬بيان،‭ ‬أنها‭ ‬استمعت‭ ‬إلى‭ ‬شهادة‭ ‬والدة‭ ‬رضيع‭ ‬خُطف‭ ‬منها‭ ‬يوم‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬الجاري،‭ ‬بعدما‭ ‬توجهت‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مستشفى‭ ‬أبو‭ ‬الريش‭ ‬للأطفال‮»‬‭ ‬لعلاجه‭ (‬وسط‭ ‬القاهرة‭)‬،‭ ‬فاستوقفتها‭ ‬المتهمة‭ ‬منتحلة‭ ‬صفة‭ ‬طبيبة،‭ ‬وأخذت‭ ‬منها‭ ‬الطفل‭ ‬بدعوى‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬علاجه،‭ ‬وطلبت‭ ‬منها‭ ‬تصوير‭ ‬بطاقتها‭ ‬الشخصية،‭ ‬فانصرفت‭ ‬الأمر‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ذلك،‭ ‬ثم‭ ‬عادت‭ ‬فتبينت‭ ‬خطف‭ ‬طفلها‭.‬

وطلبت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬تحريات‭ ‬الشرطة‭ ‬حول‭ ‬الواقعة‭ ‬فأسفرت‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬المتهمة‭ ‬وزوجها‭ ‬الجريمة،‭ ‬وأمرت‭ ‬بضبطهما،‭ ‬وباستجواب‭ ‬الأولى‭ ‬أقرّت‭ ‬بارتكابها‭ ‬الواقعة‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬شهادة‭ ‬الأم‭ ‬المبلغة،‭ ‬لرغبتها‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬طفل،‭ ‬لعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الإنجاب‭.‬

ومن‭ ‬جانبه‭ ‬أنكر‭ ‬المتهم‭ ‬ما‭ ‬نُسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام‭ ‬مدعيا‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬أحضرت‭ ‬الطفل‭ ‬إليه‭ ‬وأفهمته‭ ‬أنه‭ ‬نجل‭ ‬شقيقتها‭ ‬لتربيه،‭ ‬وأنه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬رغبتها‭ ‬نشر‭ ‬مواد‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تضمنت‭ ‬الادعاء‭ ‬بنسب‭ ‬الطفل‭ ‬المخطوف‭ ‬إليه‭ ‬لتبرير‭ ‬تواجده‭ ‬معهما‭.‬

وأمرت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بحبس‭ ‬المتهمين‭ ‬4‭ ‬أيام‭ ‬احتياطيا‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيقات،‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬استكمالها‭.‬

وحول‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الحوادث،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬فتحي‭ ‬قناوي،‭ ‬أستاذ‭ ‬كشف‭ ‬الجريمة‭ ‬بالمركز‭ ‬القومي‭ ‬للبحوث‭ ‬الجنائية‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬خطف‭ ‬للأطفال‭ ‬هي‭ ‬حالات‭ ‬فردية‭ ‬يتوقف‭ ‬نجاحها‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬النصب‭ ‬والوصول‭ ‬للهدف،‭ ‬فخاطفة‭ ‬الطفل‭ ‬بمستشفى‭ ‬أبو‭ ‬الريش‭ ‬ادعت‭ ‬أنها‭ ‬طبيبة‭ ‬لخداع‭ ‬الضحية‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬عملية‭ ‬الاتجار‭ ‬في‭ ‬البشر‭ ‬أصبحت‭ ‬سهلة‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬أشخاص‭ ‬يدفعون‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬طفل‭ ‬بهدف‭ ‬التربية،‭ ‬أو‭ ‬التسول‭ ‬به،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ظاهرة‭ ‬بل‭ ‬حالات‭ ‬فردية‭ ‬لجريمة‭ ‬لن‭ ‬تنتهي‭ ‬لأنها‭ ‬قديمة‭ ‬وستظل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‮»‬‭.‬

وبيّن‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬‮«‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬الجناة‭ ‬باستخدام‭ ‬الكاميرات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬الحديثة،‭ ‬وهنا‭ ‬يبرز‭ ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬وهو‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬وليس‭ ‬القضاء‭ ‬عليها،‭ ‬لأن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الجريمة‭ ‬بشكل‭ ‬تام‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬عملية‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬مستحيلة،‭ ‬والمجرم‭ ‬أحيانا‭ ‬يسبقنا‭ ‬بخطوة‭ ‬بسبب‭ ‬تغييره‭ ‬أساليبه‭ ‬في‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬انتحال‭ ‬سيدة‭ ‬صفة‭ ‬طبيبة‭ ‬والاندساس‭ ‬وسط‭ ‬الفرق‭ ‬الطبية‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التحقيقات‭ ‬لم‭ ‬تكشف‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬صلة‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الجانية‭ ‬ووالدة‭ ‬الطفل‭ ‬أم‭ ‬لا‮»‬‭.‬

إجراءات‭ ‬وقائية

وعن‭ ‬طرق‭ ‬علاج‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث،‭ ‬يؤكد‭ ‬قناوي‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬إثبات‭ ‬البنوة،‭ ‬وأخذ‭ ‬بصمات‭ ‬الطفل‭ ‬منذ‭ ‬ولادته،‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نضمن‭ ‬انتساب‭ ‬الطفل‭ ‬لوالديه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬بعد‭ ‬سنوات،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وتابع‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬الاحتياطات‭ ‬الواجبة‭ ‬لكل‭ ‬المنظومة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحقل،‭ ‬فالجرأة‭ ‬التي‭ ‬تمتعت‭ ‬بها‭ ‬الجانية‭ ‬للدخول‭ ‬والاندساس‭ ‬وسط‭ ‬الفرق‭ ‬الطبية‭ ‬والمرضى‭ ‬وقسم‭ ‬الولادة‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬قصور‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬السماح‭ ‬لهذه‭ ‬السيدة‭ ‬بالعبور‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬المستشفى‭ ‬وانتحال‭ ‬صفة‭ ‬طبيبة،‭ ‬فدخول‭ ‬المستشفيات‭ ‬لا‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بهذه‭ ‬السهولة،‭ ‬فكيف‭ ‬سمح‭ ‬لها‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬المستشفى‭ ‬بالدخول،‭ ‬وكيف‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬قسم‭ ‬النساء‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يدخله‭ ‬أحد‮»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬طبيب‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬اسمه‭ ‬وصفته‭ ‬على‭ ‬زيه‭ ‬الخاص‭ ‬بالعمل،‭ ‬لتحديد‭ ‬هوية‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬وفق‭ ‬تعليمات‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬وبمجرد‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يسهل‭ ‬كشفه،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬مهمة‭ ‬المريض‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬ينتبه‭ ‬لذلك،‭ ‬فيجب‭ ‬تحديد‭ ‬من‭ ‬يحق‭ ‬له‭ ‬الدخول‭ ‬لقسم‭ ‬السيدات‭ ‬الخاص‭ ‬بالولادة،‭ ‬وتحديد‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬والمسؤول‭ ‬عنه‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الجريمة،‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬سواء‭ ‬الفرق‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬وأمن‭ ‬المستشفى،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المنظومة‮»‬‭.‬

تجارة‭ ‬الأعضاء

وحول‭ ‬مدى‭ ‬ارتباط‭ ‬حالات‭ ‬الخطف‭ ‬بتجارة‭ ‬الأعضاء،‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬فتحي‭ ‬أن‭ ‬تجارة‭ ‬الأعضاء‭ ‬ليست‭ ‬عملية‭ ‬سهلة‭ ‬لأنها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تجهيزات‭ ‬معينة‭ ‬ودرجة‭ ‬حرارة‭ ‬معينة‭ ‬للاحتفاظ‭ ‬بالعضو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامه‭ ‬فيها،‭ ‬وهي‭ ‬تجهيزات‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬العيادات‭ ‬الطيبة‭ ‬المجهزة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬يستبعد‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬مرتبطة‭ ‬بتجارة‭ ‬الأعضاء‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬احتياطات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بكل‭ ‬جزء‭ ‬واستخدامه‭ ‬إلا‭ ‬بتجهيزات‭ ‬كاملة‭ ‬لنقل‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عمليات‭ ‬اختطاف‭ ‬الأطفال‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لها‭ ‬دوافع‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬تبني‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬التسول‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬السحر‭ ‬الأسود‭ ‬واستخراج‭ ‬الآثار،‭ ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬عمليات‭ ‬خطف‭ ‬بهدف‭ ‬الأخذ‭ ‬بالثأر‭.‬

Most Popular

Recent Comments