قال وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس، الثلاثاء، إنه من المتوقع أن تصل أعداد المهاجرين الموقوفين على الحدود الأميركية المكسيكية إلى أعلى مستوياتها منذ عقدين، وسط تبادل اتهامات بين الساسة الجمهوريين والديمقراطيين حول أسباب زيادة تدفق المهاجرين.
وأضاف مايوركاس في بيان تناول ما وصفه بـ»الوضع الصعب» على الحدود، أن الولايات المتحدة «في طريقها لمواجهة المزيد من الأفراد على الحدود الجنوبية الغربية، أكثر مما كان عليه الحال في العشرين عاما الماضية»، وأكد أن السلطات تطرد العزاب البالغين والعائلات، بينما تفتح الباب أمام «الأطفال غير المصحوبين بذويهم».
وأفاد مايوركاس بأن الهدف من ذلك «هو نظام هجرة آمن وقانوني ومنظم يقوم على أولوياتنا الأساسية، وهي الحفاظ على حدودنا آمنة، ومعالجة محنة الأطفال كما يتطلب القانون، وتمكين العائلات من التجمع».
وأوضح مايوركاس أن غالبية الأشخاص الذين تم القبض عليهم على الحدود الجنوبية الغربية، هم من البالغين غير المتزوجين، ويتم طردهم حاليا بموجب سلطة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لإدارة أزمة الصحة العامة المتعلقة بجائحة كورونا.
ويتم إبعاد المهاجرين القادمين من المكسيك ودول المثلث الشمالي، وهي السلفادور وغواتيمالا وهندوراس، إلى المكسيك أيضا، بحسب مايوركاس، ما لم تكن الجارة الجنوبية للولايات المتحدة «لا تملك القدرة على استقبال العائلات»، على حد قوله.
ولفت الوزير الأميركي إلى أن القدرة المحدودة للمكسيك «أدت إلى إجهاد مواردنا، بما في ذلك منطقة ريو غراندي فالي في تكساس، وعندما تبلغ قدرة المكسيك أقصى مداها، نبدأ بمعالجة أوضاع العائلات وإدراجها في إجراءات الهجرة هنا في الولايات المتحدة».
وتواجه الولايات المتحدة على حدودها الجنوبية الغربية، تدفقا يوميا لأطفال غير مصحوبين بأحد الوالدين أو الوصي القانوني، وفق مايوركاس الذي أضاف أن جانبا من المشكلة يتمثل بأن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية ليست لديها القدرة على استيعاب العدد الحالي من الصغار المتدفقين.
ويتهم الجمهوريون الإدارة الأميركية الحالية بخلق «أزمة» على الحدود، ويقولون إن تخفيف الرئيس جو بايدن لبعض سياسات الهجرة شجع الناس على محاولة العبور إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وخلال جولة على الحدود في إل باسو بولاية تكساس، الاثنين، حمّل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي، الذي قاد وفدا من 12 مشرعا جمهوريا، مسؤولية الزيادة في تدفق اللاجئين لسياسات الهجرة التي تتبعها إدارة بايدن، وقرارها بالتوقف عن بناء الجدار الحدودي الذي بدأه الرئيس السابق المناهض للهجرة دونالد ترامب.
لكن مايوركاس ألقى باللوم في زيادة أعداد المهاجرين عند الحدود، على الفقر وارتفاع مستويات العنف والفساد في المكسيك ودول المثلث الشمالي، كما عزا هذه الأعداد الكبيرة إلى إدارة الرئيس السابق التي قال إنها «فككت نظام اللجوء تماما».
وأضاف مايوركاس أن «النظام تم تدميره. أغلقت المرافق وطرد الأطفال الصغار بقسوة إلى أيدي المهربين».
وقال إن الولايات المتحدة تبني مرافق جديدة لزيادة قدرتها، وتنسق مع المكسيك لاستقبال العائلات المطرودة، وتعمل على تطوير برنامج للاجئين.
وتقوم وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية بتأهيل منشأتين في تكساس للتعامل مع تدفق القصر غير المصحوبين بذويهم، على أن تدير الموقعين وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، وسيصل الأطفال إليهما من مرافق معالجة الحدود ثم يتم نقلهم إلى الأقارب أو الكفلاء الآخرين.