الرئيسيةمنوعات عالميةالسياحة الجبلية في المغرب تشق طريقها نحو التعافي من كورونا

السياحة الجبلية في المغرب تشق طريقها نحو التعافي من كورونا

عند‭ ‬ولوج‭ ‬الشابة‭ ‬المغربية‭ ‬مريم‭ ‬عريف‭ ‬موقعا‭ ‬إلكترونيا‭ ‬للحجز‭ ‬في‭ ‬الفنادق،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬المنتجع‭ ‬السياحي‭ ‬الذي‭ ‬اختارته‭ ‬لقضاء‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أوريكا،‭ ‬وسط‭ ‬المغرب،‭ ‬محجوزا‭ ‬مسبقا‭ ‬وعن‭ ‬آخره،‭ ‬وبأن‭ ‬الأمر‭ ‬سيضطرها‭ ‬للانتظار‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬المقبل‭ ‬كأقرب‭ ‬موعد‭ ‬لحجز‭ ‬غرفة‭ ‬هناك‭.‬

تقول‭ ‬مريم‭ ‬‮«‬صراحة‭ ‬تفاجأت‭ ‬لذلك،‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬أتوقع‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬أجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬حجز‭ ‬مكان‭ ‬لي‭ ‬هناك،‭ ‬وبأنني‭ ‬سأكون‭ ‬مضطرة‭ ‬لاختيار‭ ‬فندق‭ ‬آخر،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬أعتقد‭ ‬بأن‭ ‬السياحة‭ ‬تعيش‭ ‬ركودا‭ ‬بسبب‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬لاسيما‭ ‬السياحة‭ ‬الجبلية‭ ‬‮«‬‭.‬

ورغم‭ ‬الوباء‭ ‬فإن‭ ‬السياحة‭ ‬الجبلية‭ ‬حسب‭ ‬الشابة،‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬نشاطها‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وتستنتج‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬لاقته‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬حجز‭ ‬غرفة‭ ‬لنهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الفنادق‭ ‬بمنطقة‭ ‬أوريكا‭ ‬الجبلية‭.‬

ويتشارك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المغاربة‭ ‬مع‭ ‬مريم‭ ‬عشقهم‭ ‬للسياحة‭ ‬الجبلية‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تخفيف‭ ‬قيود‭ ‬السفر‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬بشكل‭ ‬نسبي،‭ ‬حيث‭ ‬تعرف‭ ‬الوجهات‭ ‬السياحية‭ ‬إقبالا‭ ‬مزايدا‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬عطلة‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭.‬

وتكبد‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬قدرت‭ ‬بـ18‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬مغربي‭ ‬خلال‭ ‬السبعة‭ ‬أشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬تطبيق‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وتشديد‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬لمنع‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورنا‭ ‬المستجد‭.‬

متنفس‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬الوباء‭ ‬

ويستقطب‭ ‬منتزه‭ ‬أوريكا‭ ‬السياحي‭ ‬الواقع‭ ‬بجبال‭ ‬الأطلس‭ ‬الكبير‭ ‬والبعيد‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬مراكش‭ ‬بحوالي‭ ‬30‭ ‬كيلومترا،‭ ‬سياحا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬مدن‭ ‬المملكة‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬أوقات‭ ‬ممتعة‭ ‬بين‭ ‬الجبال‭ ‬وسط‭ ‬الطبيعة‭ ‬الخلابة،‭ ‬مع‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بتجربة‭ ‬الأكلات‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬طهيها‭ ‬على‭ ‬الفحم‭ ‬وتقدم‭ ‬مرفقة‭ ‬بالشاي‭ ‬المغربي‭ ‬وخبز‭ ‬الحطب‭ ‬التقليدي‭.‬

كما‭ ‬يساهم‭ ‬قرب‭ ‬منطقة‭ ‬أوريكا‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬مراكش،‭ ‬أشهر‭ ‬المدن‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬إلى‭ ‬جذب‭ ‬زوار‭ ‬المدينة‭ ‬وسكانها،‭ ‬لقضاء‭ ‬أوقات‭ ‬ممتعة‭ ‬بين‭ ‬أحضان‭ ‬الطبيعة،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬ضجيج‭ ‬المدينة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابا‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬فيها‭.‬

تقول‭ ‬مريم‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬أوريكا‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬لـ»سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬‭: ‬‮«‬بسبب‭ ‬الإغلاق‭ ‬لم‭ ‬أغادر‭ ‬مدينتي‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬أشهر،‭ ‬واغتنمت‭ ‬فرصة‭ ‬تنقلي‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬مراكش‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬للقيام‭ ‬بزيارة‭ ‬أوريكا،‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬متنفس‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬ضغط‭ ‬العمل‭ ‬وتلوث‭ ‬المدينة‮»‬‭.‬

وتضيف‭ ‬الشابة‭ ‬أن‭ ‬قضاء‭ ‬يوميين‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أوريكا‭ ‬وسط‭ ‬الجبال‭ ‬والطبيعة‭ ‬والهواء‭ ‬النقي،‭ ‬يمنح‭ ‬الشخص‭ ‬شحنة‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬والحيوية،‭ ‬سلبتهما‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬أدخلتنا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اكتئاب‭ ‬وقلق‭ ‬لأزيد‭ ‬من‭ ‬عام‮»‬‭.‬

انتعاش‭ ‬وسط‭ ‬الركام

ويعول‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياحة‭ ‬الجبلية‭ ‬بالمغرب‭ ‬على‭ ‬السياح‭ ‬الداخليين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬السياحية،‭ ‬وإنعاش‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭ ‬بالنسبة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توقف‭ ‬الرحلات‭ ‬السياحية‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬بسبب‭ ‬ظهور‭ ‬سلسلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬الوضع‭ ‬الوبائي‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

تقول‭ ‬كاميليا‭ ‬لمنيعي‭ ‬مسيرة‭ ‬أحد‭ ‬دور‭ ‬الضيافة‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬وادي‭ ‬أوريكا،‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬والربيع‭ ‬تنتعش‭ ‬السياحة‭ ‬الجبلية‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬وهذه‭ ‬السنة‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬وإغلاق‭ ‬المطاعم‭ ‬وجميع‭ ‬المرافق‭ ‬داخل‭ ‬المدن‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬الثامنة‭ ‬مساء،‭ ‬فإن‭ ‬السياح‭ ‬فضلوا‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬الطبيعة‭ ‬والجبال‭ ‬للهرب‭ ‬من‭ ‬الوباء‭ ‬والغابات‭ ‬الإسمنتية‭ ‬والضغوط‭ ‬النفسية‭.‬

وتضيف‭ ‬كاميليا‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬زوار‭ ‬أوريكا‭ ‬والمؤسسات‭ ‬السياحية‭ ‬بها‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يستمتعوا‭ ‬بأنشطة‭ ‬غنية‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬والقيام‭ ‬بجولات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وزيارة‭ ‬أحد‭ ‬منازلها‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬عيش‭ ‬سكانها‭ ‬المحليين،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يستفيد‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬أنشطة‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬ورشات‭ ‬للرسم‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الفخار‭ ‬ونسج‭ ‬الزرابي‭ ‬وتحضير‭ ‬الأكل‭ ‬والخبز‭ ‬المحلي‭ ‬بالطرق‭ ‬تقليدية‭.‬

وتشير‭ ‬المتحدثة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مؤسستها‭ ‬السياحية‭ ‬عادت‭ ‬لاستئناف‭ ‬نشاطها‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬الماضي،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الإقبال‭ ‬تزايد‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تؤكد‭ ‬كاميليا‭ ‬أن‭ ‬المداخيل‭ ‬تظل‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬لتغطية‭ ‬المصاريف،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬بعض‭ ‬الزبائن‭ ‬يلغون‭ ‬حجوزاتهم‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬لحظة‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬التنقل‭ ‬صوب‭ ‬أوريكا‭.‬

إقبال‭ ‬على‭ ‬السفر

وساعدت‭ ‬السياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬نسبيا‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬وطأة‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬تداعيات‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬بعد‭ ‬الحملة‭ ‬الترويجية‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬المغربية‭ ‬للتعريف‭ ‬بوجهات‭ ‬سياحية‭ ‬داخلية،‭ ‬كما‭ ‬ساعدت‭ ‬التساقطات‭ ‬المطرية‭ ‬والثلجية‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الزوار‭ ‬نحو‭ ‬السياحة‭ ‬الجبلية‭.‬

مصطفى‭ ‬كردادي‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬بأحد‭ ‬دور‭ ‬الضيافة‭ ‬بأوريكا‭ ‬يقول‭ ‬لـ»سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬،‭ ‬إنه‭ ‬ومع‭ ‬قرار‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬وتخفيف‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬الركود‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يخيم‭ ‬على‭ ‬نشاطهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬بدأ‭ ‬يعود‭ ‬تدريجيا‭ ‬إلى‭ ‬طبيعته،‭ ‬وبدأ‭ ‬معه‭ ‬توافد‭ ‬الزوار‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭.‬

ويرى‭ ‬مصطفى‭ ‬أن‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬هم‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررا‭ ‬من‭ ‬الوباء،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬نشاطهم‭ ‬بشكل‭ ‬كلي،‭ ‬ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتعافى‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬القادمة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بات‭ ‬المغاربة‭ ‬مقبلين‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬وخاصة‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭.‬

ويفضل‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الفنادق‭ ‬المصنفة‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬مراكش،‭ ‬العمل‭ ‬خارج‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬لما‭ ‬يتيح‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬للاستجمام‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بمزايا‭ ‬الطبيعة‭ ‬مع‭ ‬تأدية‭ ‬وظيفته‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬ذاته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬في‭ ‬رأيه‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬السياح‭ ‬الذين‭ ‬يفضلون‭ ‬الهروب‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المدن‭ ‬للقاء‭ ‬الطبيعة‭ ‬والتمتع‭ ‬بالجمال‭ ‬الفياض‭ ‬لجبال‭ ‬الأطلس‭.‬

Most Popular

Recent Comments