الرئيسيةمنوعات عالميةحفل عبد الحليم حافظ.. كيف يعيد الهولوغرام زمن الفن الجميل؟

حفل عبد الحليم حافظ.. كيف يعيد الهولوغرام زمن الفن الجميل؟

في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬المقبل،‭ ‬سيتوجه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬محبي‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬حافظ‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬البارون‭ ‬وسط‭ ‬القاهرة،‭ ‬لحضور‭ ‬حفل‭ ‬غنائي‭ ‬لـ»العندليب‭ ‬الأسمر‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬44‭ ‬عاما،‭ ‬فكيف‭ ‬سيحدث‭ ‬ذلك؟

لا‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬الحفل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬عربيا،‭ ‬الذي‭ ‬يحييه‭ ‬مطرب‭ ‬راحل،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العندليب‮»‬‭ ‬شارك‭ ‬المطربة‭ ‬اللبنانية‭ ‬كارول‭ ‬سماحة‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬غنائي‭ ‬بالقاهرة‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬بداية‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬‮«‬الهولوغرام‮»‬‭ ‬بمصر،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بث‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬عظماء‭ ‬الغناء‭ ‬العربي‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شركة‭ ‬إنتاج‭ ‬مشهورة‭ ‬تملك‭ ‬حقوق‭ ‬استغلال‭ ‬المصنفات‭ ‬الفنية‭ ‬للفنان‭ ‬الراحل‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬حافظ،‭ ‬وتتوجه‭ ‬إليها‭ ‬أي‭ ‬شركة‭ ‬منظمة‭ ‬للحفلات‭ ‬تريد‭ ‬استخدام‭ ‬أغاني‭ ‬‮«‬العندليب‮»‬‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬هولوغرامي‭.‬

ورغم‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬لحفلات‭ ‬‮«‬الهولوغرام‮»‬‭ ‬عربيا،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬هناك‭ ‬قطاع‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجمهور،‭ ‬يجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تقبلها،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬التذاكر‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬حضورها،‭ ‬وتكوين‭ ‬رأي‭ ‬عنها،‭ ‬ليبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم،‭ ‬هل‭ ‬ستفرض‭ ‬تلك‭ ‬الحفلات‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة؟

تقنية‭ ‬‮«‬الهولوغرام‮»‬

لكن‭ ‬قبل‭ ‬الحديث‭ ‬فنيا‭ ‬عن‭ ‬حفلات‭ ‬الهولوغرام،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نتعرف‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬اُخترعت‭ ‬قديما،‭ ‬لكنها‭ ‬تتطور‭ ‬بقوة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

وفقا‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬‭ ‬إم‭ ‬آي‭ ‬تي‭ ‬تكنولوجي‭ ‬ريفيو‮»‬‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الهولوغرام‮»‬‭ ‬هو‭ ‬تقنية‭ ‬تسمح‭ ‬بإنشاء‭ ‬صور‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬طول‭ ‬وعرض‭ ‬وارتفاع،‭ ‬باستخدام‭ ‬أشعة‭ ‬الليزر،‭ ‬بحيث‭ ‬تطفو‭ ‬الصور‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬أجساما‭ ‬حقيقية،‭ ‬يشبه‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬مشاهدة‭ ‬فيلم‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬نظارات‭ ‬خاصة‭.‬

وتعتمد‭ ‬تلك‭ ‬التقنية،‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬أدوات‭ ‬وهي‭: ‬جهاز‭ ‬ليزر،‭ ‬مجزئ‭ ‬أشعة،‭ ‬عدسات،‭ ‬مرايا،‭ ‬وفيلم‭ ‬هولوغرافي‭.‬

ويعود‭ ‬فضل‭ ‬اكتشافها‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الفيزياء‭ ‬البريطاني‭ ‬المجري‭ ‬دينيس‭ ‬غابور،‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬نظرية‭ ‬‮«‬الهولوغرام‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1974،‭ ‬وهي‭ ‬دمج‭ ‬بين‭ ‬كلمتين‭ ‬يونانيتين‭ ‬هما‭ ‬holos‭ ‬أي‭ ‬كامل‭ ‬وgramma‭ ‬أي‭ ‬رسالة،‭ ‬لتعني‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬‮«‬الرسالة‭ ‬الكاملة‮»‬‭.‬

لم‭ ‬يتمكن‭ ‬غابور‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬نظريته،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مصادر‭ ‬الضوء‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬أضعف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تولد‭ ‬صورة‭ ‬هولوغرامية‭ ‬متماسكة‭.‬

لتظهر‭ ‬أول‭ ‬صورة‭ ‬هولوغرامية‭ ‬عام‭ ‬1962‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬العالمين‭ ‬إميت‭ ‬ليث،‭ ‬وجوريس‭ ‬أوباتنيكس‭ ‬بعد‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الاختراعات‭ ‬المتزامنة‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬أدوات‭ ‬الهولوغرام،‭ ‬حيث‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬مجسمات‭ ‬هولوغرامية‭ ‬لقطار‭ ‬لعبة‭ ‬وعددا‭ ‬من‭ ‬الطيور‭. ‬وتوالت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬التطبيقات،‭ ‬حتى‭ ‬ظهرت‭ ‬أول‭ ‬صورة‭ ‬هولوغرامية‭ ‬للإنسان‭ ‬عام‭ ‬1967‭.‬

ويشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الهولوغرام‭ ‬يُستخدم‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬مثل‭ ‬مجال‭ ‬الطيران،‭ ‬لرسم‭ ‬صورة‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬واقعية‭ ‬للمنخفضات‭ ‬الجوية،‭ ‬ومجال‭ ‬الفيزياء‭ ‬لقياس‭ ‬الجرعات‭ ‬الإشعاعية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الاستخدامات‭ ‬لتقنية‭ ‬اخترعت‭ ‬قديما،‭ ‬لكن‭ ‬تطويرها‭ ‬ينبئ‭ ‬بطفرة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬البصريات‭.‬

Most Popular

Recent Comments