الرئيسيةالهجرةكيف أطلب اللجوء في باريس؟

كيف أطلب اللجوء في باريس؟

في الدائرة 18 من باريس، أنشئت منصة استقبال طالبي اللجوء التي تعرف اختصارا باسم “بادا”. هذه المؤسسة التي بدأت عملها في أيار/ مايو الماضي، تضم طاقما من 27 موظفا يهتمون بطلبات اللجوء الخاصة بـ 13 ألف شخص في باريس، وهي العنوان الأول الذي يجب على طالبي اللجوء التوجه إليه لتقديم طلباتهم. فيما يلي نص مقابلة مع مدير المنصة، بيير كلود، أجراها صحفيون من راديو فرنسا الدولي، حول أنشطة المركز والخطوات الواجب على طالبي اللجوء اتباعها لتسجيل طلباتهم.

ما هي هذه المنصة؟

يوجد مكتب PADA “بادا”* إلى جانب مكتب مديرية الشرطة المختصة بإعطاء تصاريح الإقامة ومكتب الهجرة والاندماج “أوفي” المختص بمنح الحقوق الاجتماعية للاجئين وطالبي اللجوء. نحن نستقبل طالبي اللجوء للحصول على معلوماتهم الأولية، ثم يتم تسجيلهم إداريا من قبل “مكتب الشرطة”، ومنحهم وثائق تثبت أنهم طالبو لجوء على الأراضي الفرنسية، فيما يهتم مكتب “أوفي” بمساعدتهم في الحصول على المتطلبات المادية للإقامة مثل السكن (إن توفرت أماكن شاغرة) والمساعدات المادية الشهرية.

الخطوة الأولى على طريق طلب اللجوء

ينقسم طالبو اللجوء إلى فئتين، الفئة الرئيسية تشمل البالغين الوحيدين غير المصحوبين بعائلاتهم أو بأطفال. إجراءات هؤلاء الأشخاص تكون كالتالي: يجب أولا تحديد موعد معنا، وذلك من خلال منصة هاتفية** لديها 60 شخصا يتكلمون تسع لغات للإجابة.

في العادة يتمكن الأشخاص من الاتصال عبر الهاتف في غضون خمسة أيام، ويحصلون في اليوم التالي على موعد معنا في مكتب PADA “بادا”، حيث نقوم بتسجيل أولي لطلبات اللجوء الخاصة بهم. وعلى إثر ذلك، نحدد لهم موعدا آخر على نفس العنوان، لكن عند مكاتب تعرف باسم GUDA “غودا” (ومعناها النافذه الوحيدة لطالبي اللجوء)، وهي مكاتب تجمع كلا من مكتبي “الشرطة” و”أوفي” في المكان نفسه.

وكيف يتم التسجيل؟

التسجيل يعني أن نحصل على المعلومات الأولية حول الشخص، مثل هويته وأصوله وعمره وما إلى ذلك. وهذا يسهل العمل في اليوم التالي عند إجراء موعد “غودا”، الذي يتم فيه أخذ البصمات والتحقق ما إذا كان الشخص قد سبق له وأن تقدم بطلب للحصول على اللجوء في بلد آخر.

الأشخاص الذين تقدموا بطلبات لجوء في بلدان أخرى يندرجون ضمن ما يسمى بإجراءات دبلن التي تلزمهم بتسجيل طلبات اللجوء في أول بلد وصلوا إليه. وهذا يعني أن إجراء التسجيل يجب أن يتم في دولة أخرى. أما من تنطبق عليهم إجراءات التسجيل الاعتيادية، فيتم إرسال ملفاتهم إلى المكتب الفرنسي لشؤون اللاجئين والأشخاص عديمي الجنسية “أوفبرا”، وهذا المكتب هو الذي سيحدد مصيرهم، ويقرر ما إذا كانوا سيحصلون على اللجوء.

عندما ينهي الشخص إجراءاته عند مكتب “غودا”، يحصل على إيصال (Récépissé) بأنه أصبح طالب لجوء. وبالتالي يصبح لديه الحق بالحصول على مساعدة شهرية ومسكن. لكن أعداد المساكن قليلة، وهذه المشكلة الرئيسية في طلب اللجوء.

لاحقا يعود إلينا من أجل تزويده بعنوان بريدي ليتمكن من تسلم الرسائل من خلاله، وخاصة تلك المتعلقة بطلب اللجوء. كما يصبح بإمكانه الحصول على حق التغطية الصحية الشاملة (CMU)، وفتح حساب مصرفي لتلقي المساعدة الشهرية.

ماهي الخطوة التالية؟

يرسل المتقدم ملف طلب اللجوء إلى “أوفبرا” (المكتب الفرنسي لشؤون اللاجئين والأشخاص عديمي الجنسية)، ليتم استدعاؤه لاحقا لإجراء مقابلة. خلال المقابلة يشرح صاحب الطلب الأسباب التي دفعته لطلب اللجوء، وذلك بحضور مترجمين.

وبناء على ذلك، يقرر مكتب “أوفبرا” ما إذا كان طالب اللجوء سيحصل على وضع اللاجئ. ويمكن بالطبع للأشخاص الذين ترفض طلباتهم التقدم بطعن أمام محكمة اللجوء الوطنية (CNDA). وتملك هذه المحكمة صلاحية إلغاء قرار الرفض الصادر عن “أوفبرا” ومنح الشخص وضعية اللجوء.

في حال رفض اللجوء، ما هي الخطوات المتاحة أمام المهاجرين؟

قد يقرر البعض العودة إلى بلدانهم من تلقاء أنفسهم، آخرون قد يطلبون مساعدة من أجل ذلك. طبعا هناك من يفضل التقدم بطلب لجوء جديد، ولكن في هذه الحالة يتوجب عليهم إضافة أسباب جديدة لتبرير طلب اللجوء الجديد، وعدم تكرار الأسباب السابقة نفسها.

هل الحصول على مكان للسكان أثناء طلب اللجوء أمر معقد؟

الحصول على مسكن أمر معقد للغاية، لدينا قائمة انتظار تضم 13000 شخص ينتظرون قرار “أوفبرا” أو محكمة اللجوء الوطنية. بإمكاننا تقديم السكن لـ100 منهم فقط لا أكثر.

بعض الأشخاص يحصلون على سكن تؤمنه “أوفي”، لكن مقترحات المسكن تكون موزعة على التراب الوطني، أي يمكن إرسال طالب اللجوء إلى أي مكان في فرنسا، وفي هذه الحالة يستكمل إجراءاته في المحافظة التي تتبع لها المدينة التي بات يسكنها.

من أين يأتي معظم اللاجئون في باريس؟

معظم طالبي اللجوء من الأفغان، يشكلون نصف العدد الإجمالي من طالبي اللجوء.

ما هو عدد العاملين في المركز؟

عدد العاملين في مكتب “بادا” بباريس يصل إلى 27 شخصا يهتمون بنحو 13000 طالب لجوء على مدار السنة. نقابل نحو 60 شخصا يوميا من الاثنين إلى الجمعة. لهذا النظام عيوبه بالطبع، لكننا على الأقل نحاول تجنب تشكيل صفوف انتظار طويلة. اليوم على الجميع الحصول على موعد عبر الهاتف، وهذا يحقق نوعا من المساواة بين جميع المتقدمين”.

في الماضي كان الناس يضطرون للانتظار ليلة كاملة، وكانت تنشب المشاحنات بينهم، اليوم لم تعد هذه التصرفات موجودة. لكن بالطبع النظام الجديد معقد، فليس سهلا على اللاجئين الاتصال عبر الهاتف والعثور مباشرة على شخص يتحدث لغتهم.

إذا قارنا الأعداد مع السنوات الماضية، هل تتلقون حاليا طلبات أكثر من السابق أم أقل؟

منذ بدء العمل بالاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي مع تركيا والاتفاقيات مع ليبيا، وهنا لن أتطرق إلى الناحية الأخلاقية للأمر… لكن من حيث الكفاءة فإن الأمور أصبحت أفضل.

 

Most Popular

Recent Comments