في بداية شهر مارس الجاري، تفاجأ المترجم المصري أحمد جاد الرب بوصول مبلغ 760 ألف يورو، أي ما يقارب 14 مليون جنيها مصريا إلى حسابه البنكي، بعدما كان يحتوي 3 يوروهات فقط.
لكن بعد أقل من 24 ساعة، أصبح حساب المترجم المصري فارغا، ليبقى السؤال الأهم، كيف أصبح جاد الرب مليونيرا لمدة يوم واحد فقط، ليتحول إلى “تريند” في مواقع التواصل الاجتماعي بمصر خلال الساعات الأخيرة؟.
يقول جاد الرب (37 عاما)، إنه يعمل في مجال الترجمة منذ عام 2014، وأغلب تعاملاته مع الشركات الهولندية والبلجيكية، لأنه متخصص في اللغة الهولندية. ومع مرور الأعوام، أصبح جاد الرب بوصلة العديد من الشركات الأوروبية فيما يخص الترجمة، بعدما أثبت كفاءته في العمل.
قصة الملايين
وأضاف جاد الرب لموقع “سكاي نيوز عربية”: “في شهر فبراير، كُلفت من قبل إحدى الشركات البلجيكية المعروفة، بترجمة موضوع معين، وما أن انتهيت من العمل، قمت بإرسال (فاتورة) وتقرير يضم عدد الكلمات المترجمة، والمقابل المادي الذي سأحصل عليه”.
وأشار إلى أنه “من المعروف في مجال الترجمة، أن أغلب الشركات ترسل المقابل المادي خلال شهر من إرسال هذا التقرير”. وتابع: “أقوم بوضع رقم مرجعي، يكون في الأغلب من 6 أرقام أو أكثر، لكل تقرير أقوم بإرساله ليميزه، لأنه في حالة تأخر وصول المبلغ المتفق عليه مع الشركة، أرسل إليهم الرقم المرجعي الخاص بالموضوع، لينظروا في تفاصيله، ويحولوا المبلغ الموجود به إلى حسابي البنكي”.
واستطرد: “فوجئت في بداية هذا الشهر، ببريد إلكتروني من الشركة البلجيكية، تخبرني أن موظف الشركة أرسل لي الرقم المرجعي الموجود بالتقرير بدلا من القيمة المادية الموضوعة به، ليتحول المبلغ من حوالي 350 يورو إلى 760 ألف يورو”.
وأوضح جاد الرب للشركة البلجيكية، أن المبلغ المحول إلى حسابه كبير جدا، ومن الصعب أن يستقبله البنك الذي يتعامل معه، لكن المترجم المصري تفاجأ بعدها بأقل من ثلاث ساعات، بوصول المبلغ بالفعل إلى حسابه، ليقوم بإعادته إلى الشركة في نفس اليوم، ويكون مليونيرا لمدة يوم واحد فقط.
إعجاب جمهور التواصل الاجتماعي
ومع نهاية هذا اليوم الاستثنائي من حياة المترجم، قرر أن يشارك أصدقاءه تلك القصة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ليتفاجأ بتفاعل الآلاف مع منشوره، ليصبح حديث الساعة في “السوشيال ميديا” ووسائل الإعلام المحلية والعربية في الساعات الأخيرة.
ويوضح جاد الرب أنه لم يفكر إطلاقا في عدم إرسال المبلغ إلى الشركة الأوروبية، قائلا: “البيئة التي نشأت بها زرعت بداخلي العديد من الشيم والمبادئ، أهمها على الإطلاق عدم الحصول على مال لا أستحقه”.
وأردف: “نصحني أكثر من شخص، بعدم إعادة المبلغ للشركة، وطالبوني بالتفكير فيما أستطيع فعله بكل تلك الملايين، خاصة أنني أستعد للزواج خلال الفترة المقبلة، لكنني ضربت بكل تلك النصائح عرض الحائط”.
يذكر أن جاد الرب من أبناء محافظة الأقصر، جنوبي البلاد، وعمل في بداية حياته المهنية بمجال الإرشاد السياحي، ليقرر في الأعوام الأخيرة، الاعتماد على مجال آخر بجانب عمله في السياحة، لتبدأ مسيرته كمترجم، ليتمكن من العمل مع العديد من الشركات العالمية وعلى رأسها “غوغل” الشهيرة.
وأكد الرجل أنه لم يحصل على أي مكافأة من الشركة مقابل إعادة المبلغ الذي أُرسل له عن طريق الخطأ. وختم حديثه بالقول: “المكسب الحقيقي من هذا الموقف، هو رسائل الشكر والإعجاب التي وصلتني خلال الساعات الأخيرة، وكلي يقين بأن الله سيجزيني خيرا على ما فعلته”.