بالنسبة لطالبي اللجوء في فرنسا، تشكل عملية “تحديد عنوان السكن” خطوة أساسية في طريق الحصول على الحماية وباقي الحقوق. لذلك يتوجب عليهم القيام بهذه الخطوة على نحو صحيح، ليتمكنوا من استلام البريد الذي ترسله إليهم السلطات من دون أي معوّقات.
تقع مهمة “تحديد عنوان السكن” على عاتق الأماكن والمراكز التي يعيش فيها طالب اللجوء في فرنسا. حيث تسمح له هذه الخطوة باستلام البريد الذي ترسله إليه مكاتب (Ofpra) و(Ofii) والمحافظة. وبناء على ذلك، تقدم هذه الخدمة جميع أماكن السكن التابعة للدولة والمخصصة لطالبي اللجوء.
وتكمن أهمية عملية “تحديد عنوان السكن”، في أن طالب اللجوء يحدد عنواناً ثابتاً له، ترسل السلطات البريد الرسمي إليه، حتى وإن غيّر طالب اللجوء سكنه.
وعلقت “مجموعة المعلومات والدعم للمهاجرين” (Gisti)، بأن كل من مراكز استقبال طالبي اللجوء (CADA)، ومنشآت أخرى ممولة من وزارة الداخلية، ملزمون “بتسليم أي مراسلات أو بريد يتلقوه” إلى الشخص المعني.
كما يجب على هذه الأماكن “إصدار تصريح بالسكن لمدة سنة واحدة”، ويمكن استخدام هذا المستند كدليل على العنوان إذا رغب طالب اللجوء في فتح حساب مصرفي.
للمزيد >>>> المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.. كيف تعمل؟ ومتى يمكن للاجئين التوجه إليها؟
تحديد عنوان السكن في “سبادا”
لكن في فرنسا، بالكاد يتم استيعاب طالب لجوء واحد من أصل اثنين في مراكز الإقامة. ويوضح سولين ليكومت، المسؤول عن ملف طالبات اللجوء في جمعية “سيماد”، أن من لم يستطيعوا الحصول على أماكن في مراكز الإقامة “يتم إنزالهم في منشآت الاستقبال الأولية لطالب اللجوء”، والمعروفة بـ(Spada).
ويضيف المحامي، أنه وبمجرد إرسال طالب اللجوء إلى المكاتب الخاصة بطالبي اللجوء (Guda)، في مبنى المحافظة، يتم تحديد موعد له مع مكتب (Ofii)، ويقترح المكتب تقديم دعم يتضمن توفير مكان وعنوان للسكن، بالإضافة إلى المساعدة القانونية.
ومن الممكن أن يختلف المكان الذي يسكن فيه طالب اللجوء، عن العنوان الذي يحدده أمام السلطات لاستلام بريده فيه. مثل فاتو* (طالبة لجوء من ساحل العاج) فعلى الرغم من أن العنوان الذي حددته أمام السلطات هو “مكتب تنسيق استقبال عائلات طالبي اللجوء” (Cafda)، إلا أنها تعيش خارجه في فنادق وشقق.
من جانبه، أنشأ مكتب (Cafda) المسؤول عن استقبال عائلات طالبي اللجوء (تتكفل جمعية “فرانس تير دازيل” بالمهاجرين العازبين)، موقع إلكتروني يعرف طالب اللجوء من خلاله إن وردته أي رسالة من دون الحاجة إلى زيارة المكتب.
وتشرح فاتو “إذا ظهرت علامة خضراء، هذا يعني أنك قد استلمت بريداً. إما إذا كانت العلامة حمراء، فلم تستلم أي بريد. بالتأكيد أقوم بفحص حسابي بشكل يومي”.
للمزيد >>>> فرنسا: مكتب الهجرة يستبدل كل بطاقات المساعدة المالية لطالبي اللجوء
متابعة البريد
بغض النظر عن العنوان الذي يحدده طالب اللجوء أمام السلطات، من المهم أن يبقى مطلعاً بشكل منتظم على بريده، لتجنب أي تعقيدات إدارية.
كان من الممكن أن تخسر فاتو سكنها ومساعدات بدل الإيجار (ADA) التي تتلقاها، لأنها ببساطة لم تستلم رسالتين مهمتين من مكتب الـ(Ofii). ولكن بمجرد تواصلها مع المكتب، وشرحها الموقف، حلت المشكلة.
وتوضح فاتو “كانت بطاقة (ADA) الخاصة بي على وشك الانتهاء، ولم أستلم أي رسائل من (Ofii) لتجديدها. وعندما اتصلت بهم وشرحت الموقف، أخبروني أنهم أرسلوا لي بريدين في حزيران/يونيو الماضي، لكنني لم أستلم أياً منهما. وبالفعل، حددوا لي موعدا في اليوم التالي”.
أما بالنسبة للحاصلين على اللجوء، أو من رفضت طلبات لجوئهم، فلا يحق لهم تحديد عنوانهم في مراكز (Spada) أو في مراكز السكن التابعة لنظام اللجوء الوطني.
ومن المفترض أن يدخل اللاجئون في نظام القانون العام. لكن في حال عدم توفير مكان سكن، أو رفض طلب اللجوء، يمكن لهؤلاء الأشخاص التواصل مع “المركز البلدي للعمل الاجتماعي” (CCAS) في المدينة التي يعيشون فيها، أو التواصل مع جمعيات قد تساعدهم في عملية “تحديد عنوان السكن”.
لكن للتنبيه، يجب أن توافق هذه الجمعيات على أن يتم الاعتراف بها أمام السلطات كـ”عنوان سكن”.
*تم تغيير الاسم بناء على طلب المعنية.