أشار العديد من الباحثين إلى عوامل قد تتحكم فى شدة إصابة ووفيات كورونا، مثل النطاقات المختلفة وملامح التفاعلات الاجتماعية داخل الأسر، والعدوى المستوطنة، ومتوسط عمر السكان، وتدرس نسخة أولية جديدة، تم إصدارها على موقع medRxiv، بعض الأنماط التى كشفت عنها دراسة العوامل التى تعمل فى مناطق ودول مختلفة، لتقديم فرضيات لهذه الاختلافات.
وتهدف الدراسة الحالية إلى إنشاء شبكة من الفرضيات المرتبطة بدوافع انتشار الفيروس، والتوزيع العمرى بين الحالات والوفيات، ومعدل وفيات الحالات على مستوى السكان.
وكشفت الدراسة عن تسجيل أكبر عدد من الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا فى الأمريكتين، بينما سجلت أفريقيا أقل من 3% من إجمالى الوفيات العالمية، على الرغم من أنها تأوى ما يقرب من 15% من سكان العالم.
متوسط عمر السكان
يمكن للعوامل الديموغرافية، بما فى ذلك نسبة أكبر من الشباب، ونسبة أكبر من كبار السن الأصحاء، أن تقلل من حجم المعرضين لخطر الإصابة بالأعراض الحادة بسبب كورونا.
ووجد الباحثون أن توزيع الحالات والوفيات ظل مختلفًا تمامًا، فكان متوسط الحلات فى الأوربيين أقل من 40 عامًا ومتوسط عمر حالة الوفاة أعلى من 70 عاما، على العكس فى منطقة أفريقيا، حيث تجاوزت الحالات فى الغالب 40 عامًا والوفيات أقل من 70.
وبالتالى كان متوسط عمر السكان حاسمًا لفهم الاختلافات فى انتقال الفيروس، وكذلك معدلات العدوى والوفيات.
ففى البلدان ذات السكان الأكبر سنًا كان متوسط عمر الوفاة أعلى، ما يشير إلى جودة الرعاية الصحية المقدمة للشباب ومساهمتها فى تقليل الوفيات بينهم، على الرغم من أنهم كانوا أكثر عرضة للإصابة، وحدثت العديد من الوفيات في مثل هذه البلدان بين المقيمين فى مرافق الرعاية طويلة الأجل، ومعظمهم من كبار السن.
التفاعلات المنزلية
تتميز المدن منخفضة الدخل عادةً بالعائلات الكبيرة، مع وجود العديد من الأجيال التى تشترك فى نفس مساحة المعيشة، وبينما يبدو أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالعدوى وأقل عدوى بمجرد الإصابة بـ كورونا، فإن الدور الذى يلعبونه فى انتقال الفيروس لا يزال غير مستقر، وفى الفئة العمرية من 11 – 18 عامًا، قد يتسبب الأطفال فى انتقال العدوى إلى حد كبير، ومع ذلك هذا يختلف حسب العمر والموقع الجغرافى.
ففي أوروبا، يختلط الأطفال والشباب فى الغالب مع أقرانهم، ما يتيح انتشار المرض عبر الأسر، ولا تظهر البلدان ذات متوسط عمر السكان المنخفض نفس ملامح التفاعلات المنزلية كما هو الحال فى أوروبا.