الرئيسيةأخبار الاقتصادالتعايش مع كورونا يُنعش التجارة الإلكترونية في الجزائر

التعايش مع كورونا يُنعش التجارة الإلكترونية في الجزائر

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أثرت‭ ‬فيه‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬بالسلب‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬قطاعات‭ ‬ذات‭ ‬طبيعة‭ ‬اقتصادية‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬بالمقابل‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إنعاش‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬عملت‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬خدمات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تطور‭ ‬استعمال‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬الإعلام‭ ‬والاتصال‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬وتوسع‭ ‬نطاق‭ ‬التجارة‭ ‬الالكترونية‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وقد‭ ‬استطاعت‭ ‬الجزائر‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭ ‬محسوس‭ ‬وفق‭ ‬تقرير‭ ‬أممي‭ ‬بتسع‭ ‬وعشرين‭ (‬29‭) ‬مرتبة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭.‬

ووفقا‭ ‬للتقرير‭ ‬السنوي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الجزائر‭ ‬أحرزت‭ ‬تقدما‭ ‬محسوسا‭ ‬قدر‭ ‬بتسع‭ ‬وعشرين‭ (‬29‭) ‬مرتبة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي،‭ ‬وفقا‭ ‬لآخر‭ ‬تقرير‭ ‬سنوي‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية،‭ ‬حول‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬حيث‭ ‬انتقلت‭ ‬من‭ ‬المرتبة‭ ‬109‭ ‬إلى‭ ‬المرتبة‭ ‬80‭ ‬عالميا،‭ ‬محتلة‭ ‬بذلك‭ ‬المرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬إفريقيا‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬الأممي‭ ‬الذي‭ ‬نوهت‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬البريد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجزائر‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬أكبر‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬وفقا‭ ‬لذات‭ ‬المؤشر،‭ ‬رفقة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البرازيل‭ (‬تقدم‭ ‬بـ10‭ ‬مراتب‭) ‬وغانا‭ (‬تقدم‭ ‬بـ20‭ ‬مرتبة‭) ‬وجمهورية‭ ‬لاوس‭ (‬تقدم‭ ‬بـ11مرتبة‭)‬‮»‬‭.‬

ويستند‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬تصنيفه‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المؤشرات،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬تعميم‭ ‬استعمال‭ ‬الإنترنت‭ ‬وتأمينه‭ ‬والإدماج‭ ‬المالي‭ ‬وكذا‭ ‬موثوقية‭ ‬الخدمات‭ ‬البريدية‭ ‬وفقا‭ ‬لترتيب‭ ‬الاتحاد‭ ‬البريدي‭ ‬العالمي‭.‬

خبراء‭ ‬يشرحون‭ ‬الأسباب

ويقرأ‭ ‬بعض‭ ‬الخبراء‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬الاتصال‭ ‬والرقمنة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬وثبة‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬بخصوص‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬المدة‭ ‬الأخيرة‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬ظروف‭ ‬الجائحة‭ ‬ساعدت‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬لكنهم‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬طويلا‭ ‬لتحقيق‭ ‬القفزة‭ ‬النوعية‭ ‬المأمولة‭.‬

ويقرأ‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬الإعلام‭ ‬والاتصال،‭ ‬يونس‭ ‬قرار‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬جمعه‭ ‬بـ»موقع‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬‭ ‬مضمون‭ ‬التقرير‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية‭ ‬بخصوص‭ ‬احتلال‭ ‬الجزائر‭ ‬للمرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مبني‭ ‬على‭ ‬أرقام‭ ‬حقيقية‭ ‬وذات‭ ‬مصداقية‭ ‬لأنها‭ ‬ملتقطة‭ ‬من‭ ‬مكاتب‭ ‬الدراسات‭ ‬والوزارات‮»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬المتحدث‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬وليس‭ ‬لدى‭ ‬محلات‭ ‬البيع‭ ‬والفنادق‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬ميدان‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬واسع‭ ‬ولم‭ ‬نواكب‭ ‬جميع‭ ‬تطوراته‮»‬‭. ‬

وأكد‭ ‬المستشار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬الإعلام‭ ‬والاتصال‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الوثبة‭ ‬حصلت‭ ‬عندما‭ ‬اضطر‭ ‬الجزائريون‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بوباء‭ ‬كورونا‭ ‬إلى‭ ‬الدفع‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬من‭ ‬فواتير‭ ‬الاتصالات،‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء،‭ ‬الغاز،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تبيع‭ ‬منتوجاتها‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‮»‬‭.‬

وأفاد‭ ‬المستشار‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬الاتصال،‭ ‬يونس‭ ‬قرار‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأرقام‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬معاملات‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬تتجاوز‭ ‬بأضعاف‭ ‬المعاملات‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‮»‬‭.‬

توسع‭ ‬رقعة‭ ‬التعاملات‭ ‬الإلكترونية

عرفت‭ ‬الجزائر‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬خطوات‭ ‬معتبرة‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬التعامل‭ ‬بالتجارة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬السلطات‭ ‬كالحجر‭ ‬الصحي‭ ‬الذي‭ ‬حدّ‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬تحركات‭ ‬المواطنين‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬عليهم‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلا‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬الفضاء‭ ‬الرقمي‭.‬

وقد‭ ‬وجد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬خاصة‭ ‬ما‭ ‬تعلق‭ ‬ببيع‭ ‬الألبسة‭ ‬والأحذية‭ ‬والعطور‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬الفرصة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬وضعيتهم‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الإغلاق‭ ‬عبر‭ ‬فتح‭ ‬صفحات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬فيسبوك‭ ‬وإنستغرام‭ ‬للترويج‭ ‬لسلعهم‭ ‬وتوصيلها‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬للزبون‭ ‬حيثما‭ ‬يكون‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭.‬

ويقول‭ ‬محمد‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬لبيع‭ ‬الملابس‭ ‬والأحذية‭ ‬بالجزائر‭ ‬العاصمة‭ ‬إن‭ ‬‮«‬اللجوء‭ ‬والاستعانة‭ ‬بشبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أنقذهم‭ ‬من‭ ‬بطالة‭ ‬محتومة‮»‬،‭ ‬ويؤكد‭ ‬لـ»موقع‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬قبل‭ ‬ظهور‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أهتم‭ ‬بتكنولوجيات‭ ‬الاتصال‭ ‬ولا‭ ‬بالتجارة‭ ‬الالكترونية‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬النشاط‭ ‬بسبب‭ ‬اجراءات‭ ‬الغلق‭ ‬واستمرار‭ ‬الوضع‭ ‬كان‭ ‬مفروضا‭ ‬علينا‭ ‬تسويق‭ ‬منتوجاتنا‮»‬‭.‬

واستمر‭ ‬الوضع‭ ‬أمام‭ ‬الباعة‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬الرفع‭ ‬التدريجي‭ ‬للنشاطات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬حيث‭ ‬تجد‭ ‬عشرات‭ ‬الصفحات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬للزبائن‭ ‬أرقام‭ ‬هواتفهم‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬التجار‭ ‬لاختيار‭ ‬السلعة‭ ‬التي‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬اقتنائها‭ ‬بعد‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬السعر‭ ‬ثم‭ ‬مكان‭ ‬التوصيل‭.‬

وأما‭ ‬ما‭ ‬تعلق‭ ‬بالدفع‭ ‬الالكتروني،‭ ‬فقد‭ ‬أطلقت‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬بريد‭ ‬الجزائر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬الماضي،‭ ‬خدمة‭ ‬جديدة‭ ‬للدفع‭ ‬بالهاتف‭ ‬النقال‭ ‬عبر‭ ‬رمز‭ ‬الاستجابة‭ ‬السريعة‭ ‬‮«‬بريد‭ ‬باي‮»‬‭ ‬لتسهيل‭ ‬دفع‭ ‬مستحقات‭ ‬المشتريات‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭.‬

ويؤكد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬للتجار‭ ‬والحرفيين،‭ ‬الحاج‭ ‬الطاهر‭ ‬بولنوار‭ ‬أنهم‭ ‬كممثلين‭ ‬للتجار‭ ‬لمسوا‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬اهتماما‭ ‬متزايدا‭ ‬بالرقمنة‭ ‬والتجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬لكنه‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬في‭ ‬فترة‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬توسعت‭ ‬رقعة‭ ‬التعاملات‭ ‬التجارية‭ ‬الرقمية‮»‬‭.‬

وأبرز‭ ‬الحاج‭ ‬الطاهر‭ ‬بولنوار‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»موقع‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التجار‭ ‬أصبحوا‭ ‬مهتمين‭ ‬بميدان‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ولذلك‭ ‬تم‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬بين‭ ‬الجمعية‭ ‬ووزارة‭ ‬البريد‭ ‬وكذلك‭ ‬اتصالات‭ ‬الجزائر‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬تكوينية‭ ‬لفائدة‭ ‬التجار‭ ‬والحرفيين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرقمنة‭ ‬والتجارة‭ ‬الالكترونية‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬المتحدث‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الدفع‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالجزائر‭ ‬منها‭ ‬وفق‭ ‬رأيه‭ ‬‮«‬‭ ‬غياب‭ ‬ثقافة‭ ‬الرقمنة‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬المستهلكين‭ ‬والتجار‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬تدفق‭ ‬الأنترنت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‮»‬‭.‬

Most Popular

Recent Comments