انتعاشة كبيرة يشهدها سوق الدراما المصرية في الفترة الأخيرة، وتحديدًا مع بداية عرض عدد من الأعمال الدرامية خارج سباق الدراما الرمضانية التي بدأ العد التنازلي لاستقبالها، وتحولت مسلسلات “الأوف سيزون” إلى بضاعة رائجة بقوة على الشاشات المصرية والعربية، لاسيما بعد دخول المنصات الإلكترونية في منافسة حامية مع القنوات الفضائية لعرض هذه الأعمال.
وساهم نجاح عرض مسلسلات على منصات “نتفليكس” العالمية و”شاهد” و “واتش ات” على تشجيع المنتجين على إنتاج أعمال جديدة وتسويقها بشكل سريع سواء على الشاشات التقليدية للقنوات الفضائية أو المنصات الجديدة التى شهدت نموًا ملحوظًا بعد انتشار جائحة كورونا واضطرار أغلب المواطنين إلى البقاء في منازلهم لساعات طويلة.
نجاحات خارج الموسم
ومن بين مسلسلات “الأوف سيزون” التى عرضت أخيرًا على شاشات الفضائيات وحققت نجاحًا كبيرًا مسلسل “لؤلؤ” الذي يعد أول بطولة مطلقة للنجمة مي عمر التي سبق وقدمت أدوار بطولة ثانية في مسلسلات “الأسطورة” و”ولد الغلابة” و”الفتوة” ، وأيضًا مسلسل “ضربة معلم” بطولة محمد رجب والممثلة الشابة هاجر أحمد، ومسلسل “جمال الحريم” للنجمة اللبنانية نور والمطرب المصري خالد سليم، بالإضافة إلى مسلسل الكوميديا “في بيتنا روبوت”.
وعرضت المنصات عددًا من الأعمال التي استقطبت شريحة كبيرة من المشاهدين منها: “ما وراء الطبيعة” المأخوذ عن مجموعة قصص تحمل الاسم نفسه للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، وحقق المسلسل الذي قام ببطولته نجم الكوميديا أحمد أمين نجاحًا ملحوظًا وجدلا كبيرًا، هناك أيضًا مسلسل “نمرة اتنين” وهو عبارة عن حلقات متصلة منفصلة كل منها يستعرض حكاية مختلفة وشارك في إخراجه أكثر من مخرج، بالإضافة إلى مسلسلات أخرى منها “اللعبة” و “الآنسة فرح2” وكذلك “إسعاف يونس”.
أنهت احتكار الدراما التركية والهندية
من جانبه، عدّد الناقد الفني محمد عدلي فوائد “مسلسلات الأوفسيزون” على سوق الدراما المصرية، موضحًا أن من أهم المشكلات التي قضت عليها تلك الأعمال سيطرة بعض النجوم الكبار على الشاشة، مشيرًا إلى أن المنتجين دائمًا ما كانوا يحرصون على خوض سباق الدراما الرمضانية بنجوم الصف الأول، وبالتالي لم تكن هناك فرص قوية لظهور فنانين موهوبين آخرين، وهو ما أتيح لهم أخيًرا في الأعمال التي تعرض بعيدًا عن الموسم الرمضاني.
ثاني فوائد “مسلسلات الأوفسيزون” كما يقول عدلي لـ “سكاي نيوز عربية” هو الحد من تغول وسيطرة الأعمال التركية والهندية والكورية على الشاشات العربية، لأن غياب الأعمال العربية طوال السنة وظهورها في رمضان فقط كان يترك فراغًا كبيرًا تملؤه الدراما التركية وغيرها من المسلسلات الناطقة بغير العربية، صحيح أن هذه الأعمال تقدم جودة وأعمال جيدة لكنها تشكل غزوًا ثقافيًا، ويجب أن ننحاز جميعًا لأعمال عربية تناسب عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة”.
أما ثالث فوائد الأعمال التي تعرض طوال العام بعيدًا عن شهر رمضان فهي وفقا لـ “عدلي”: تتيح فرص عمل للعاملين بالصناعة مثل المصورين والمخرجين وعمال الديكور والإضاءة والفنيين وغيرهم من كافة صناع العمل الذين كانوا لا يعملون إلا في شهر واحد فقط، وأصبح أمامهم الآن فرص للعمل طوال أشهر السنة.
المنصات الإلكترونية غيرت شكل المنافسة
وعن دخول المنصات الإليكترونية على خط المنافسة وإنتاجها أعمالا خاصة للعرض حصريًا أوضح “عدلي” أن دخول هذه المنصات ساهم في رواج الأعمال الدرامية، “لم يكن لدينا في السنوات الماضية كل هذا الكم من المسلسلات خارج شهر رمضان”، مشيرًا إلى أن الاتجاه العالمي الآن هو الاعتماد على المنصات الإليكترونية التي غيرت من شكل المنافسة، ولم تعد الشاشات التقليدية (سينما وتلفزيون) هي المتحكمة في العرض.