في اليوم الثاني من محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب، وصف أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من الحزب الجمهوري القضية المرفوعة ضد الرئيس الأميركي السابق ترامب بأنها «مقنعة» وذلك بعد مشاهدة فيديو جديد لأعمال الشغب في اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير.
ولا يزال أمام الديمقراطيين مهمة شاقة لإدانة ترامب، حيث أعلن ستة جمهوريين فقط وقوفهم إلى جانب أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الخمسين للتصويت لصالح بدء المحاكمة. وسيحتاج الديمقراطيون إلى ما لا يقل عن 17 صوتا من أعضاء الحزب الجمهوري من أجل تحقيق أغلبية الثلثين اللازمة لإدانة ترامب.
مع ذلك، وصف كل من السيناتورين الجمهوريين جون ثون وسوزان كولينز القضية المعروضة يوم الأربعاء بأنها «مقنعة».
ووصف ثون أداء فريق الادعاء من الحزب الديمقراطي بالفعال للغاية وقال: «أعتقد أنهم كانوا فعالين للغاية.» مضيفا: «كان لديهم عرض تقديمي قوي تم تجميعه بطريقة أعتقد أنها تجعله مقنعًا جدًا».
وأضاف ثون: «أعتقد أنهم قاموا بعمل جيد في وضع النقاط على الحروف من خلال دفوعاتهم بالرجوع لحساب ترامب على تويتر، وأعتقد أنني قلت إنهم قاموا بعمل فعال بالعودة إلى الوراء عدة أشهر وعرض هذا السجل العام «.
من جهتها، وصفت السناتور سوزان كولينز، وهي جمهورية من ولاية ماين، الجلوس خلال العرض التقديمي الذي قدمه الادعاء بأنه «هادئ للغاية» مضيفة «ربما سمعتم غيضا من فيض» مشيرة إلى أن اللقطات كانت «مثبتة».
وأضافت: «كانت العروض التقديمية مقنعة، لا سيما من قبل عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا، ستايسي بلاسكيت، وأعتقد أيضًا أن النائب عن ولاية كولورادو كان جيدًا جدًا أيضًا».
وتابع كولينز: «لقد كانت استعادة مشاهد ذلك اليوم ببعض التفاصيل الإضافية تعزز اعتقادي بأنه كان يومًا فظيعًا لبلدنا وأنه لا شك في أنه كان محاولة لتعطيل عملية عد الأصوات الانتخابية».
وأضافت: «سأكون دائمًا ممتنًا لإنفاذ القانون ولشرطة الكابيتول لحمايتنا، لكنني فخورة أيضًا بحقيقة أننا عدنا في تلك الليلة وانتهينا من واجبنا الدستوري، لم ندع المشاغبين يحققون هدفهم المتمثل في تعطيل عملية التصويت.»
وعرض فريق الادعاء شريط فيديو جديدا لأحداث الكابيتول ولقطات لم تعرض من قبل تظهر في مشاهد استثنائية لعملية الاقتحام.
وفي اللقطات التي تم عرضها، يمكن سماع أحد المتظاهرين المؤيدين لترامب يطلب معرفة مكان القاعة التي تتم فيها عملية إحصاء أصوات الهيئة الانتخابية، بينما يحاول ضابط شرطة الكابيتول والذي يدعى يوجين غودمان إبعاد المحتجين.
وأظهرت لقطات أخرى لحظة هروب السيناتورين ميت رومني وتشاك شومر بأعجوبة من المتظاهرين بحثًا عن مكن آمن
تحذير جمهوري
من جهة أخرى، حذر العديد من المشرعين الجمهوريين من مخاطر الاستمرار في محاكمة ترامب، مشيرين إلى أنها ستلقي بآثار سلبية على محاولات ترميم الانشقاق العمودي في البلاد بين اليمين واليسار كما أنها تقف في وجه الاجندة السياسية والتشريعية للرئيس جو بايدن وتؤخر التصديق على تعييناته الوزارية وفقا لآراء بعض المراقبين.
ويقول المحلل السياسي كريس بيرودهوم لسكاي نيوز عربية: «إن هذه المحاكمة ستؤثر على الديمقراطيين، موضحا أن الأميركيين سيدركون أن ما جرى يكفي والبلاد بحاجة الى المضي قدما، حتى الرئيس بايدن بنفسه قد قال إن مجلس الشيوخ لا يملك الأصوات الكافية لإدانة ترامب وبالتالي لماذا متابعة هذه القضية!» على حد تعبيره.
على الجانب الآخر يدافع الديمقراطيون عن محاكمة ترامب مشيرين إلى أنها شرط أساسي للمضي نحو وحدة الصف في البلاد تحت شعار عريض يقول إنه لا يمكن تحقيق الوحدة من دون المحاسبة وقد أشارت تقارير صحفية إلى أن أكثر من ثلاثين ألف من مناصري الحزب الجمهوري في ولاية كاليفورنيا قد غيروا انتسابهم الحزبي بعد أحداث اقتحام الكونغرس .
وأوضح كبير موظفي رئيسة مجلس النواب نانسي بيولسي السابق داني ويس خلال حديث له مع سكاي نيوز عربية، بأن حجة الجمهوريين حول أن محاكمة العزل هذه تعيق الأجندة التشريعية هي حجة سياسية، ففي عام 2020 لم يقم مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون حينها بأي فعل بارز بخصوص حزمة المساعدات لمواجهة وباء كورونا من شهر مارس وحتى ديسمبر، ولم يكن هناك ما يقف في طريقهم، مضيفا أن معظم الجمهوريين في مجلس الشيوخ لا يزالون يؤيدون ترامب وفقا لقوله .
أما الرئيس الأميركي جو بايدن فقد أكد على أهمية وحدة الصف ورأب الصدع الذي أصاب البلاد , لكنه عمل جاهدا على عدم التدخل فيما يجري في مجلس الشيوخ بخصوص محاكمة ترامب .
وبين الحديث عن العدالة ومن ثم الوحدة و الحديث عن المضي قدما وتجنب مزيد من نكىء الجراح، تبقى الولايات المتحدة تحبس أنفاسها أمنيا وسياسيا حتى نهاية المحاكمة وحسم أمرها بإدانة ترامب أو تبرئته.