فتحت أسواق الماشية في الجزائر أبوابها أمام البائعين والزبائن، مؤخرا، بعد إغلاق قارب السنة في إطار إجراءات الوقاية من وباء كورونا، فيما يأتي استئناف هذا النشاط الاقتصادي في ظل معطيات كثيرة، أبرزها تحسن الوضع الصحي وقرب شهر رمضان الذي يتطلب تموين السوق المحلية بكميات أكبر من اللحوم الحمراء.
وشرعت أسواق الماشية الأسبوعية في استئناف نشاطها ابتداء من الجمعة الماضية، بعد فترة طويلة من التعليق بسبب فرض إجراءات الحجر الصحي منذ شهر مارس من العام الماضي، ونقلت تقارير إعلامية محلية من مختلف المحافظات في شرق وغرب البلاد صور عودة هذه الأسواق التي تعرف انتشارا واسعا خاصة في داخل البلاد.
ويأتي الترخيص لأسواق الماشية بالعودة إلى النشاط بعد قرار الحكومة الشهر الماضي، توقيف استيراد اللحوم الحمراء الطازجة والمجمدة، في مسعى إلى تقليص فاتورة الاستيراد والاعتماد على المنتوج المحلي، خاصة أن هذا الإنتاج المحلي يغطي 60 في المئة من الطلب.
وفي هذا الإطار، بادر وزير الفلاحة والتنمية الريفية، عبد الحميد حمداني، لدعوة بائعي المواشي والمنتجين إلى «رفع التحدي لضمان وفرة المنتوج»، مؤكدا في السياق ذاته أن الجزائر «ليست مجبرة على استيراد هذا النوع من اللحوم في ظل المؤهلات الوطنية المتوفرة في مجال إنتاج هذه المادة».
وقد عرفت أسواق المواشي في الجزائر هذه السنة فترة صعبة بسبب كورونا الذي تسبب في إغلاقها، وشعر بذلك المواطنون خلال عيد الأضحى من السنة الماضية، حيث لم يجدوا ضالتهم في ظل ارتفاع معتبر لأسعار الأضاحي.
مربو الماشية يرحبون
تنفس مربو الماشية الصعداء بعد السماح بعودة أسواق الماشية في 48 محافظة في البلاد، خاصة بعد هذه المدة الطويلة من الغلق بسبب الوضع الصحي، وتعهدوا باحترام البروتوكول وإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، خاصة أن هناك محافظات بها عدد مهم من الأسواق المخصصة لبيع الماشية.
وبارك رئيس الفيدرالية الوطنية لمربي المواشي، جيلالي عزاوي في اتصال مع موقع «سكاي نيوز عربية» قرار السلطات بالسماح لأسواق الماشية باستئناف نشاطها عبر القطر الوطني في ظل الفتح التدريجي للنشاطات الاقتصادية، وأكد أن هذا الأمر سيكون «في صالح البائعين والمواطنين».
وتعهد ممثل مربي المواشي بالامتثال للبروتوكول الصحي حفاظا على صحتهم وصحة المتسوقين، ومؤكدا في السياق ذاته أن هذا القرار يأتي «في الوقت المناسب».
وأبرز جيلالي عزاوي أن «الوفرة موجودة» وأسواق المواشي «منظمة» ولا خوف على مستقبل أسعار اللحوم الحمراء في شهر رمضان أو غيره من الأشهر، محذرا مما وصفهم بـ»المضاربين»، الذين قال إنهم «وراء حملات تخويف المواطنين من التهاب الأسعار».
بالموازاة مع ذلك، أبرز رئيس الفيدرالية الوطنية لمربي المواشي، جيلالي عزاوي، أنه تم تسطير برنامج مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية للانطلاق في المذابح الصناعية في عدة محافظات في شرق ووسط وغرب البلاد، مؤكدا أن هذه الخطوة من شأنها المساهمة في «التحكم وضبط أسعار اللحوم الحمراء مستقبلا على المستوى الوطني».
آمال ضبط الأسعار
من جانبهم، يستبشر المواطنون باستئناف أسواق الماشية لنشاطها، في ظل تعهدات يقدمها الموالون بتحقيق وفرة قد تعود بصورة إيجابية على الأسعار، خاصة أنه كانت هناك تخوفات من ارتفاعها عبرت عليها جمعيات حماية المستهلك بعد قرار الحكومة وقف استيراد اللحوم الحمراء الطازجة والمجمدة.
ويرى رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، أن أي غلق لنشاط تجاري يؤدي بصورة طبيعية إلى «اختلال في التموين بالنسبة للمستهلكين»، موضحا في تصريح أن عودة النشاط بالنسبة لهذه الأسواق بإمكانه المساهمة في «ضبط الأسعار»، مذكرا بعيد الأضحى السابق حيث كان للغلق تداعيات على الوفرة والسعر.
وحسب مصطفى زبدي فإن فتح أسواق الماشية «قد يعيد الاستقرار لأسعار اللحوم الحمراء، وبالتالي قد ترفع الحجج التي يسوقها البعض حول أسباب ارتفاع اللحوم في الجزائر».
ويؤكد رئيس جمعية حماية المستهلك في الشأن ذاته أنه إذا «تم التعامل بشفافية مع الواقع فإن المواطنين سيعرفون إقبالا على اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان الذي يعرف استهلاكا خاصا مقارنة بالأشهر الأخرى».