كشفت دراسة أنه قد يحمل قمر المريخ «فوبوس بعض الأسرار حول كيفية تشكل الكوكب الأحمر وأدلة حول الغلاف الجوى له، فإن مدار القمر حول المريخ، الذي يتدهور تدريجيًا على مر العصور، يؤثر فيه جزيئات مشحونة (أيونات) من الأكسجين والكربون والنيتروجين والأرجون التي كان المريخ يسربها من غلافه الجوي منذ مليارات السنين.
ووفقا لما ذكره موقع «space» الأمريكي، أظهرت دراسة جديثة، أن بعض هذه الأيونات قد تبقى على سطح فوبوس، حيث استندت الدراسة إلى ملاحظات من بعثة ناسا للغلاف الجوي والتطور المتقلب (MAVEN) التابعة لوكالة ناسا، والتي كانت تفحص الغلاف الجوي للمريخ منذ وصوله إلى مدار الكوكب الأحمر في عام 2014.
وتعبر المركبة الفضائية أيضًا مدار فوبوس خمس مرات كل يوم على الأرض، حيث قامت أداة مافن لتكوين الأيونات الحرارية (STATIC) بقياس أيونات المريخ في مدار فوبوس، مما سمح للعلماء بعد ذلك بتقدير مدى عمق هذه الأيونات في سطح فوبوس.
قال الباحث الرئيسي كوينتين نينون، الباحث في مختبر علوم الفضاء بجامعة كاليفورنيا ببيركلي،: «علمنا أن المريخ فقد غلافه الجوي في الفضاء، والآن نعلم أن بعضًا منه انتهى على فوبوس».
إذا تمكن شخص ما من دراسة القمر فوبوس عن قرب، فإن الدراسات الأيونية هناك يمكن أن تلقي مزيدًا من الضوء على لغز سبب فقد المريخ الكثير من الغلاف الجوي، والسؤال المرتبط بموعد توقف تدفق المياه على سطح الكوكب.
ويعد الماء عنصر أساسي في الحياة، وسيساعد حل النقاش العلماء على فهم أفضل لفرص الكوكب الأحمر في الحياة، وبينما كانت مافن تبحث في فقدان الغلاف الجوي على المريخ لسنوات، فإن فوبوس يقدم منظورًا آخر.
شوهد القمر فوبوس من بعيد، لكن كل الجهود للوصول إلى القمر فشلت حتى الآن، ولم تؤت العديد من المهمات المخطط لها ثمارها، وحتى الرحلات التي تم إطلاقها لم تصل إلى وجهتها (بما في ذلك Phobos 1 و Phobos 2 في الاتحاد السوفيتي في أواخر الثمانينيات، ومهمة Phobus-Grunt الروسية الصينية التي لم تنجح أبدًا في مغادرة مدار الأرض في 2011.
ولكن هناك أمل في الحصول على مزيد من الإجابات قريبًا، حيث تخطط وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) لإرسال مهمة استكشاف أقمار المريخ (MMX) إلى فوبوس في عام 2024.