ما أن تنتهي الحياة الجامعية، حتى يصطدم الشباب حديث التخرج بواقع سوق العمل، الذي يزداد تعقيدًا كل يوم، ويمثل التأهيل الشخصي، وتحديد اختيار وجهة مجال العمل، أبرز التحديات التي تواجه الخريجين الجدد.
وفي اتجاه آخر قد لا تكون هذه التحديات هي الهاجس الأكبر الذي يشغل فتيات الصعيد، فثمة عوائق اجتماعية أكبر تواجه كل فتاة تنتمي إلى بيئة محافظة؛ حيث لا تزال ثقافة خروج المرأة إلى العمل تواجه تحديات اجتماعية.
وتحكي أروى أسامة، مؤسسة «الفرصجية»، لسكاي نيوز عربية قصة المبادرة المجتمعية التي تأخذ على عاتقها تأهيل الشباب حديثي التخرج مجانًا، وبخاصة الفتيات من صعيد مصر، والمناطق ذات الثقافة المحافظة، لتمكينهن من القبول في فرص العمل.
وتوضح أروى أسامة التي تعمل مترجمة لغة برتغالية أنها تعمل مع فريق يتكون من 10 زملاء مؤسسين، إضافة إلى 15 متطوع آخر، وجميع الفريق يعمل بشكل تطوعي، ولا يتقاضى أحد أي أجر.
وتقول أروى ابنة أسوان لموقع سكاي نيوز عربية، إنها تخرجت من كلية الألسن، ولاحظت أنها أقرانها من أبناء أسوان يواجهوا مشكلة عدم القبول في فرص العمل المتاحة؛ لافتة إلى أن السبب وراء ذلك كان يعود لعدم توافر خبرة لدينا، أو لغياب المهارات الشخصية المؤهلة للوظيفة.
وتضيف أنها وجدت إلى جانب بعض أصدقائها أن معظم التدريبات تكون في القاهرة، ونظرًا لغياب ثقافة سفر الفتيات للتدريب والعمل، خاصة أن معظم فرص التدريب والعمل تتواجد في القاهرة، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى بديل يساعد على التحرر من قيد التنقل إلى القاهرة.
وتتابع: فكرة مبادرة الفرصجية بدأت عندما ظهرت مسابقة الأفضل للمبادرات المجتمعية الشبابية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أعلنت عنها وزارة الشباب والرياضة، وبعد ذلك تقدمنا بمبادرة الفرصجية،
«في نهاية عام 2020 تم اختيار مبادرة الفرصجية كأفضل مبادرة في أسوان، وثاني أفضل مبادرة في الصعيد، والخامسة على مستوى مصر، وكرمنا الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وأشاد بجهودنا».
وتلفت أروى إلى أن هناك كثير من الفتيات في الصعيد، لديهن مهارات وإمكانيات قوية جدًا، لكن المؤسف أن هذه القدرات لا تخرج إلى النور في الأغلب بسبب القيود الاجتماعية، مشيرة إلى أن المسعى الرئيسي للمبادرة هو مساعدة هؤلاء الفتيات لتتمكن من العمل.
التواصل مع مؤسسات كبرى
وعن محتوى التدريبات، تقول أروى أنها بدأت تتواصل مع المنح الكبرى التابعة للاتحاد الإفريقي، ودولة جنوب إفريقيا.
«بدأنا نسأل عن محتوى التدريب التي تقدمه هذه المؤسسات، لمحاكاته وتقديمه للمتدربين الذين يلتحقون بمبادرة الفرصجية».
وتحلم أروى هي وفريقها بأن تصبح المبادرة، مثيل للمنح الأوروبية، ومنح الاتحاد الإفريقي؛ حيث تكون منح تأهيلية، وأن تكون هذه الانطلاقة من صعيد مصر»
وتردف: «المحتوى المقدم يعتمد بشكل مباشر على تغيير طريقة تفكير المتدربين، ووضعهم على الطريق العملي، إضافة إلى محاولة كسر الحواجز الاجتماعية، والطريف أن كثير من الفتيات كن يرفضن التواصل من خلال الكاميرا أثناء التدريب، لكن مع الوقت استطعن تجاوز هذه العواقب الاجتماعية».
والتحق بالمبادرة ثلاث دفعات حتى الآن، حيث يختار فريق المبادرة من كل مجموعة متدربة، الأكثر نشاطًا للانضمام إليهم.
و هناك متدربون التحقوا بتدريبات مبادرة الفرصجية من دول عربية مثل تونس والجزائر، حيث تستهدف المبادرة وجود ممثل لها في كل دولة عربية.
وعقدت المبادرة شراكات مع شركات عديدة، تقوم المبادرة بتأهيل الشباب ثم ترشحهم للشركات، التي تقوم بدورها بتدريبهم بشكل عملي، ويكون لهم الأولوية في العمل.