أظهر بحث جديد أن درجة حرارة الهواء والرطوبة تلعبان دورًا رئيسيًا في تحديد متى وأين ستضرب الموجة الثانية من وباء كورونا، حيث يقول الباحثون إن نماذج التنبؤ الحالية تأخذ في الاعتبار عاملين فقط، وهم معدل نقل العدوى والتعافى، ولكن من خلال تضمين بيانات عن الرطوبة ودرجة الحرارة والرياح، تمكن باحثون من قبرص من إضافة مستوى من الفروق الدقيقة التي تسمح بتنبؤ أكثر دقة.
وفقا لما ذكرته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، كتب الباحثون في دراستهم: «تشير النتائج إلى أن حدوث التفشى مرتين سنويًا أمر لا مفر منه لأنهما مرتبطان ارتباطًا مباشرًا بما نسميه موسمية الطقس».
كما ابتكرا طالب دبوق وديمتريس دريكاكيس من جامعة نيقوسيا نموذجًا حاسوبيًا يراعي الاختلافات في الطقس وكذلك سلوك الفيروسات.
وسمي هذا بمؤشر AIR (معدل العدوى المنقولة بالهواء)، ويركز على تركيز جزيئات الفيروس في ظل ظروف مختلفة.
كما تم تطبيق AIR على بيانات الفيروس من صيف 2020 في باريس ومدينة نيويورك وريو دي جانيرو، وتمكن من التنبؤ بالموجة الثانية من Covid-19 في هذه المدن.
قال دريكاكيس، «نقترح أن النماذج الوبائية يجب أن تدمج التأثيرات المناخية من خلال مؤشر AIR، مضيفا «أن التدخلات غير الدوائية مثل ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي فعالة، ولكنها ليست كافية للقضاء على العامل الممرض».
ولا ينبغي أن تستند قرارات صانعي السياسات لتنفيذ عمليات الإغلاق إلى البيانات المتعلقة بهذه الإجراءات والسمات المعروفة للفيروس، حيث تلعب العوامل البيئية دورًا أيضًا.
ومن جانبه قال دبوق: «في الأوبئة، حيث لا يتوفر التطعيم الشامل والفعال، يجب أن يكون التخطيط الحكومي طويل المدى من خلال النظر في تأثيرات الطقس وتصميم إرشادات الصحة والسلامة العامة وفقًا لذلك».
ويمكن أن يساعد هذا في تجنب ردود الفعل من حيث عمليات الإغلاق الصارمة التي تؤثر سلبًا على جميع جوانب الحياة والاقتصاد العالمي، ووجدت الدراسة، أن الموجة الثانية من العدوى تختلف باختلاف المكان الذي يقع شمال أو جنوب خط الاستواء.
ويرجع ذلك إلى اختلاف توقيت الفصول في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي، مع اختلاف كبير في بيانات باريس وريو دي جانيرو.
يقول العلماء إن نموذجهم يشير إلى أنه مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة، ستنخفض أعداد الإصابة، كما وجد بحث سابق من نفس الفريق أنه حتى في الرياح الخفيفة مثل 2 ميل في الساعة اللعاب يمكن أن يسافر 18 قدمًا في خمس ثوانٍ فقط.