الرئيسيةمنوعات عالميةعلى ظهر دراجة.. قصص اكتشاف "العظام القديمة" في مصر

على ظهر دراجة.. قصص اكتشاف “العظام القديمة” في مصر

قبل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وفي‭ ‬قلب‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية،‭ ‬دراجة‭ ‬نارية‭ ‬يستقلها‭ ‬رجلان،‭ ‬تقطع‭ ‬طرق‭ ‬غير‭ ‬ممهدة،‭ ‬وتعترضها‭ ‬أحيانًا‭ ‬الرمال‭ ‬فتتوقف،‭ ‬ورغم‭ ‬صعوبة‭ ‬الرحلة،‭ ‬تستمر‭ ‬المعافرة،‭ ‬حتى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬النقطة‭ ‬البحث‭ ‬المرجوة‭.‬

هذه‭ ‬الدراجة‭ ‬النارية‭ ‬كانت‭ ‬تُقِل‭ ‬دكتور‭ ‬جبيلي‭ ‬أبو‭ ‬الخير‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬جعبته،‭ ‬بينما‭ ‬يقودها‭ ‬عم‭ ‬أحمد‭ ‬فراج‭ ‬أحد‭ ‬العارفين‭ ‬بأسرار‭ ‬الصحراء؛‭ ‬حيث‭ ‬التقى‭ ‬الرجلان‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬صدفة‭ ‬قادتهما‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬للتفتيش‭ ‬عن‭ ‬حفريات‭ ‬قديمة‭ ‬في‭ ‬صحراء‭ ‬مصر‭ ‬الغربية‭.‬

كان‭ ‬الشغف‭ ‬بالعلم‭ ‬وحده‭ ‬كفيلا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬البسيطة‭ ‬بداية‭ ‬طريق‭ ‬بحثي‭ ‬مُلهم،‭ ‬عُثر‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬اكتشافات‭ ‬حفريات‭ ‬قديمة‭ ‬شغلت‭ ‬الأوساط‭ ‬العلمية‭ ‬العالمية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أوضحت‭ ‬الأوراق‭ ‬العلمية‭ ‬أهميتها‭ ‬وتفردها‭.‬

اكتشافات‭ ‬مثيرة

قبل‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬وافقت‭ ‬دورية‭ ‬Acta Palaeontologica Polonica”‮»‬،‭ ‬المرموقة‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الحفريات‭ ‬القديمة،‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬ورقة‭ ‬بحثية‭ ‬تُقدم‭ ‬بها‭ ‬ثلاث‭ ‬باحثين‭ ‬مصريين،‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬الدكتور‭ ‬جبيلي‭ ‬أبو‭ ‬الخير،‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬قرني‭ ‬عبد‭ ‬الجواد،‭ ‬والدكتور‭ ‬وليد‭ ‬جمال‭ ‬كساب‭.‬

وبحسب‭ ‬الورقة‭ ‬البحثية‭ ‬التي‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬نشرها‭ ‬الدورية‭ ‬البولندية،‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬باليوبيولوجي‭ ‬التابع‭ ‬لأكاديمية‭ ‬العلوم‭ ‬البولندية،‭ ‬فسيتم‭ ‬كشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ذراع‭ ‬سلحفاة‭ ‬بحرية‭ ‬عملاقة،‭ ‬يعود‭ ‬عمرها‭ ‬إلى‭ ‬70‭ ‬مليون‭ ‬سنة،‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الطباشيري‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاكتشاف‭ ‬الأخير،‭ ‬توجد‭ ‬عدة‭ ‬حفريات‭ ‬أخرى‭ ‬تعود‭ ‬جميعها‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬الطباشيري،‭ ‬وتتراوح‭ ‬أعمارها‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬مليون‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬75‭ ‬مليون‭ ‬عامًا،‭ ‬وهي‭ ‬محفوظة‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الحفريات‭ ‬بجامعة‭ ‬وادي‭ ‬النيل،‭ ‬جنوب‭ ‬غربي‭ ‬مصر‭.‬

من‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الاكتشافات‭ ‬زاحف‭ ‬عملاق‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬بليسيوزورس‮»‬‭ (‬البليزوصورات‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الزواحف‭ ‬الضارية‭ ‬البحرية،‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬السلسلة‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬‮«‬البحر‭ ‬التيثي‮»‬‭ ‬جد‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭.‬

أيضًا‭ ‬هناك‭ ‬سلحفاة‭ ‬نهرية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬جيدة‭ ‬من‭ ‬الحفظ،‭ ‬اُكتشفت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الخارجة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عضد‭ ‬سلحفاة‭ ‬بحرية‭ ‬عملاقة،‭ ‬وهي‭ ‬موضوع‭ ‬الورقة‭ ‬البحثية‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬موافقة‭ ‬النشر‭ ‬من‭ ‬الدورية‭ ‬البولندية‭.‬

‭ ‬

اكتشافات‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬دراجة‭ ‬نارية

الدكتور‭ ‬جبيلي‭ ‬أبو‭ ‬الخير،‭ ‬أستاذ‭ ‬الحفريات‭ ‬الفقارية‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم،‭ ‬يروي‭ ‬قصة‭ ‬هذه‭ ‬الحفريات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬مصاعب‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الطريق،‭ ‬فعندما‭ ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬قبل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬إمكانيات‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحفريات‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭.‬

يقول‭ ‬جبيلي‭ ‬لموقع‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الحفريات‭ ‬بدأت‭ ‬مع‭ ‬التحاقه‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬بجامعة‭ ‬جنوب‭ ‬الوادي،‭ ‬حينها‭ ‬نظم‭ ‬رحلة‭ ‬علمية‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬لطلاب‭ ‬السنة‭ ‬الثالثة‭ ‬بالكلية،‭ ‬وأرفقت‭ ‬وزارة‭ ‬الأثار‭ ‬معنا‭ ‬مفتش‭ ‬آثار،‭ ‬وخفير‭ ‬يعمل‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬الآثار‭.‬

يضيف‭ ‬أستاذ‭ ‬الحفريات‭ ‬الفقارية،‭ ‬إن‭ ‬كلمة‭ ‬السر‭ ‬كانت‭ ‬عند‭ ‬خفير‭ ‬الآثار،‭ ‬أحمد‭ ‬فراج،‭ ‬الذي‭ ‬رافقهم‭ ‬خلال‭ ‬الرحلة‭ ‬الجامعية؛‭ ‬حيث‭ ‬دار‭ ‬حوار‭ ‬معه،‭ ‬أخبره‭ ‬جبيلي‭ ‬خلاله‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬حفائر‭ ‬قديمة،‭ ‬ليخبره‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬الخفير‭ ‬أنه‭ ‬صادف‭ ‬بعض‭ ‬العظام‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭.‬

ويوضح‭ ‬جبيلي‭ ‬أنه‭ ‬وجد‭ ‬لدى‭ ‬الحاج‭ ‬أحمد‭ ‬فراج‭ ‬خبرة‭ ‬واسعة‭ ‬وذكاء‭ ‬فطري‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الصحاري‭ ‬والتعامل‭ ‬معها،‭ ‬فهو‭ ‬دليل‭ ‬متميز‭ ‬جدًا،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬اتفقا‭ ‬الرجلان‭ ‬على‭ ‬التحرك‭ ‬سويًا‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬العظام‭ ‬القديمة‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬علميًا‭ ‬باسم‭ ‬الحفريات‭.‬

‮«‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬التنقل،‭ ‬فالجامعة‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬وسائل‭ ‬تنقل‭ ‬في‭ ‬الصحراء،‭ ‬مثل‭ ‬سيارات‭ ‬الدفع‭ ‬الرباعي،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أمامنا‭ ‬سوى‭ ‬التحرك‭ ‬بالدراجة‭ ‬النارية‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها،‭ ‬الحاج‭ ‬أحمد‭ ‬فراج‮»‬‭.‬

ويصف‭ ‬الباحث‭ ‬المصري،‭ ‬المشقة‭ ‬التي‭ ‬قابلتهم‭ ‬أثناء‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحفريات،‭ ‬فأحيانًا‭ ‬كانت‭ ‬تمنعهم‭ ‬الرمال‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬تمامًا،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يضطرهم‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬للتوقف‭ ‬عن‭ ‬السير،‭ ‬بعد‭ ‬قطع‭ ‬مسافات‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬كم‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المدينة‭.‬

سلاحف‭ ‬نهرية‭ ‬وعظام‭ ‬ديناصور

بعد‭ ‬الذهاب‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬الدراجة‭ ‬النارية‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬العظام‭ ‬التي‭ ‬رآها‭ ‬فراج،‭ ‬اكتشف‭ ‬أستاذ‭ ‬الحفريات‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬دلائل‭ ‬وجود‭ ‬عظام‭ ‬سلاحف،‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬التنقيب‭ ‬توصل‭ ‬إلى‭ ‬رصد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السلاحف‭ ‬النهرية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭.‬

ويكشف‭ ‬جبيلي‭ ‬لموقع‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‭ ‬اكتشاف‭ ‬عظام‭ ‬ديناصور‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬لم‭ ‬يعلن‭ ‬عنها‭ ‬إعلاميًا‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬ويجري‭ ‬حاليًا‭ ‬بحث‭ ‬هذه‭ ‬العظام‭ ‬مع‭ ‬الدكتور‭ ‬هشام‭ ‬سلام،‭ ‬استعدادًا‭ ‬للنشر‭ ‬العلمي‭ ‬عنها‭.‬

وعن‭ ‬الشواهد‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬جبيلي‭ ‬إلى‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الاكتشافات،‭ ‬يوضح‭ ‬أنها‭ ‬بدأت‭ ‬برصد‭ ‬روث‭ ‬مُتحفر‭ ‬للحفريات‭ ‬الفقرية،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الخيط‭ ‬الأول،‭ ‬الذي‭ ‬تتابعت‭ ‬معه‭ ‬الاكتشافات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬التي‭ ‬تبعد‭ ‬نحو‭ ‬15‭ ‬كم‭ ‬عن‭ ‬الجامعة‭.‬

وبحسب‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي،‭ ‬فإنه‭ ‬خصص‭ ‬10‭ ‬درجات‭ ‬لكل‭ ‬طالب‭ ‬نظير‭ ‬المشاركة‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬استخراج‭ ‬الحفريات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬بالفعل؛‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬الطلاب‭ ‬أيام‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬الموقع،‭ ‬استخرجوا‭ ‬عظام‭ ‬الديناصور‭ ‬والسلاحف‭ ‬البحرية،‭ ‬ونقلوها‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬بعد‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬قمصان‭ ‬من‭ ‬الجبس‭.‬

كشف‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬البحر‭ ‬التيثي

لم‭ ‬تقنع‭ ‬شهية‭ ‬الباحث‭ ‬المصري‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬حفريات‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬ضيق‭ ‬حول‭ ‬الجامعة،‭ ‬فكان‭ ‬قراره‭ ‬بالتحرك‭ ‬إلى‭ ‬مسافة‭ ‬450‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬الخارجة،‭ ‬شمالي‭ ‬محافظة‭ ‬الوادي‭ ‬الجديد؛‭ ‬حيث‭ ‬توجه‭ ‬الدكتور‭ ‬جبيلي‭ ‬أبو‭ ‬الخير‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬أبو‭ ‬منقار،‭ ‬وانضم‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬قرني‭ ‬عبد‭ ‬الجواد،‭ ‬والدكتور‭ ‬وليد‭ ‬جمال‭ ‬كساب،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قطعوا‭ ‬مسافة‭ ‬نحو‭ ‬700‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭.‬

وبحسب‭ ‬جبيلي‭ ‬فإن‭ ‬مناطق‭ ‬الخارجة‭ ‬والداخلة‭ ‬كانت‭ ‬قديمًا‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مستنقعات‭ ‬فقط؛‭ ‬لكن‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬منقار‮»‬‭ ‬تعتبر‭ ‬شاطئ‭ ‬البحر‭ ‬التيثي،‭ ‬وهو‭ ‬جد‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬70‭ ‬مليون‭ ‬سنة‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬يوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬قرني‭ ‬عبد‭ ‬الجواد‭ ‬مدرس‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬دراستهم‭ ‬للجيولوجيا،‭ ‬فإن‭ ‬منطقة‭ ‬أبو‭ ‬منقار‭ ‬يُرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بها‭ ‬اكتشافات‭ ‬مهمة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬العصور‭ ‬القديمة‭.‬

ويضيف‭ ‬عبد‭ ‬الجواد‭ ‬لموقع‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‭ ‬أن‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬عُثر‭ ‬على‭ ‬عضد‭ ‬السلحفاة‭ ‬البحرية،‭ ‬وتم‭ ‬نقلها‭ ‬في‭ ‬قميص‭ ‬من‭ ‬الجبس‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬الدكتور‭ ‬جبيلي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الخارجة‭.‬

ويلفت‭ ‬مدرس‭ ‬الجيولوجيا،‭ ‬أنهم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عام،‭ ‬عكفوا‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬وتوصيف‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬السلحفاة‭ ‬البحرية،‭ ‬ثم‭ ‬قضوا‭ ‬نحو‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السعي‭ ‬نحو‭ ‬نشر‭ ‬ما‭ ‬توصلوا‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬ورقة‭ ‬علمية‭.‬

وبخصوص‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬الكشف،‭ ‬يقول‭ ‬يوضح‭ ‬الباحث‭ ‬المصري،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكشف‭ ‬يبرز‭ ‬الشكل‭ ‬التشريحي‭ ‬للكائنات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن،‭ ‬وكذلك‭ ‬هذا‭ ‬الحجم‭ ‬من‭ ‬السلاحف‭ ‬البحرية،‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬حتى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أحجام‭ ‬السلاحف‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬أيامنا‭ ‬هذه‭.‬

ويختم‭ ‬عبد‭ ‬الجواد‭ ‬حديثه‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬من‭ ‬بين‭ ‬الأهمية‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الكشف،‭ ‬معرفة‭ ‬النظام‭ ‬الغذائي‭ ‬للكائنات‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬وفي‭ ‬العموم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تضيف‭ ‬إلى‭ ‬النشاط‭ ‬السياحي‭ ‬بعرضها‭ ‬في‭ ‬متاحف‭ ‬للحفريات‮»‬‭.‬

زاحف‭ ‬عملاق

بعد‭ ‬رحلة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬البحث،‭ ‬يقول‭ ‬دكتور‭ ‬جبالي‭ ‬إن‭ ‬ظروف‭ ‬عمله‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬التحسن‭ ‬بعد‭ ‬انفصال‭ ‬جامعة‭ ‬الوادي‭ ‬الجديد‭ ‬عن‭ ‬جامعة‭ ‬أسيوط‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬طنطاوي‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬الجامعة،‭ ‬هو‭ ‬متخصص‭ ‬بالأساس‭ ‬في‭ ‬الجيولوجيا،‭ ‬وقام‭ ‬بتلبية‭ ‬كل‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬لدينا‭ ‬مركز‭ ‬للحفريات‭ ‬بالجامعة‭.‬

أعقب‭ ‬هذا‭ ‬التطور،‭ ‬تكوين‭ ‬فريق‭ ‬علمي‭ ‬في‭ ‬الوادي‭ ‬الجديد‭ ‬معني‭ ‬بالحفريات،‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬اكتشاف‭ ‬زاحف‭ ‬بحري‭ ‬عملاق‭ ‬هو‭ ‬‮«‬بليسيوزورس‮»‬‭ (‬البليزوصورات‭)‬،‭ ‬وطوله‭ ‬8‭ ‬أمتار،‭ ‬عُثر‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬غرب‭ ‬الموهوب،‭ ‬ويعد‭ ‬اكتشاف‭ ‬كبير‭ ‬جدًا،‭ ‬بحسب‭ ‬جبيلي‭.‬

يختم‭ ‬الدكتور‭ ‬جبيلي،‭ ‬حديثه‭ ‬لموقع‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية،‭ ‬إن‭ ‬عملية‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحفريات،‭ ‬تواجهها‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬منها‭: ‬ظن‭ ‬البعض‭ ‬أننا‭ ‬ننقب‭ ‬عن‭ ‬آثار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مخاطر‭ ‬الصحراء‭ ‬المعروفة،‭ ‬مثل‭ ‬هجوم‭ ‬الذئاب،‭ ‬والعواصف‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تهب‭ ‬فجأة‭ ‬من‭ ‬العدم‮»‬،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬التحديات‭ ‬فإن‭ ‬الشغف‭ ‬بالعلم‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يوقفه‭ ‬شيء‭.‬

Most Popular

Recent Comments