لا يزال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يبحث عن موطئ قدم له في عالم السياسة حتى بعد خروجه من البيت الأبيض، حيث يدور حديث عن حزب جديد قد يقوده الرجل في المرحلة المقبلة.
لكن مصادر صحفية أميركية كشفت أن ترامب قد يؤجل قراره بتشكيل حزب جديد، لتجنب إحداث شقاق داخل حزبه الجمهوري، من أجل ضمان معارضة كافية في صفوف الجمهوريين داخل مجلس الشيوخ لعزله.
وفي الأيام الأخيرة من عهد ترامب، أقر مجلس النواب الأميركي عزل الرئيس السابق، لكن هذا الإجراء يحتاج إلى موافقة أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون حاليا بأغلبية بسيطة.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن مصادر أميركية قولها إن «ترامب توقف حاليا عن مساعيه لإنشاء حزب جديد، لأنه يعتقد أنه لن يتم عزله، خصوصا بعد تأجيل التصويت في مجلس الشيوخ على العزل إلى فبراير المقبل».
ويبدو أن ترامب يدرك أن الإعلان عن حزب جديد في الوقت الحالي، قد يفتح عليه بابا من الانتقادات داخل الحزب الجمهوري، باعتبار أن هذه الخطوة تشكل انشقاقا عن الحزب.
لكن ترامب أدرك أنه في غنى عن فتح هذا الباب على نفسه في هذه المرحلة بالتحديد، إلى حين ضمان عدم عزله في مجلس الشيوخ، إذ يحتاج إلى دعم الأعضاء الجمهوريين فيه.
وربما لن ينجح التصويت المبكر لرفض المحاكمة، بالنظر إلى أن الديمقراطيين يسيطرون الآن على مجلس الشيوخ، ومع ذلك، تشير المعارضة الجمهورية المتصاعدة إلى أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين سيصوتون في النهاية لتبرئة ترامب.
وسيحتاج الديمقراطيون إلى دعم 17 جمهوريا، وهو رقم مرتفع، لإدانة الرئيس االسابق.
البيان الأول
وقد أطلق أنصار ترامب في نوفمبر الماضي موقعا إلكترونيا يحمل اسم الحزب الجديد المقترح «MAGA»، وهي كلمة من الأحرف الأربعة الأولى لكلمات شعار ترامب في حملته الانتخابية عام 2016 «Make America Grate Again» (لنجعل أميركا عظيمة مجددا).
ويقول الحزب في صفحته على الإنترنت: «لقد بدأت ثورة ترامب. ولد الحزب الجمهوري MAGA. لقد كان أسبوع الانتخابات 2020 بداية لأكبر حملة انقلاب وسرقة وخيانة وتضليل للشعب الأميركي على الإطلاق».
ويضيف في بيانه الأول: «ما رأيناه هو أن شركات التكنولوجيا الكبرى ووسائل الإعلام الكبيرة والحزب الشيوعي الاشتراكي الديمقراطي (DSCP) تواطؤا معا لإطاحة الحكومة».
ويمضي البيان قائلا: «لن نتراجع عن حقوقنا الأميركية في حرية التعبير والحرية والديمقراطية. حزب MAGA هو من الشعب وللشعب».
ومنذ أن تولى جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، ظل ترامب يكرر إجابة غامضة بشأن خططه بعد مغادرة البيت الأبيض ويقول: «سنفعل شيئا، لكنه لم يتحدد بعد».
قوائم ترامب
لكن وراء الأبواب المغلقة، يقوم ترامب بالفعل بصياغة قائمة من الجمهوريين الذين عارضوا مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات، وأصدر تعليمات للبدء بإجراءات أولية ضدهم، حسبما قالت مصادر لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.
وترددت أنباء أن القائمة تشمل النائبة ليز تشيني من وايومنغ، التي صوتت لعزل ترامب بسبب دوره في أعمال اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير.
كما تضم القائمة النائب توم رايس، وهو جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية، ومدرج في القائمة للسبب نفسه.
وبحسب ما تردد، فإن حاكم جورجيا بريان كيمب، مدرج أيضا في القائمة بعد أن أثار غضب ترامب لرفضه قلب نتائج انتخابات الولاية، التي تم التصديق عليها لصالح بايدن.
وقالت مصادر أميركية إن ترامب لديه أكثر من 70 مليون دولار من أموال الحملة الانتخابية لتمويل الحزب المقترح، الذي ينظر إليه كثيرون على أنه انشقاق عن الحزب الجمهوري في حال حصل بالفعل.