لم يهنئ الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، منافسه الديمقراطي جو بايدن، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، كما جرت العادة في الولايات المتحدة.
لكن المريب هو أنه منذ تلك اللحظة، لم يحدث أي تواصل بين الرجلين، سواء على الهاتف أو وجها لوجه، رغم أن المرحلة الانتقالية تتطلب ذلك حتى يكون الرئيس المنتخب على دراية كاملة بشؤون البلاد عند تولي السلطة.
وظلت الوسيلة الوحيدة المحتملة لتواصل الرجلين «الرسالة السرية»، التي يفترض أن يتركها الرئيس المنتهية ولايته لخلفه، وتتضمن معلومات بشأن العديد من الملفات المحلية والدولية، ويعطيه خلالها بعض النصائح التي قد تفيده في السنوات الأربع التي تنتظره.
لكن حتى هذه الوسيلة غير مضمونة في حالة ترامب.
ولسنوات، حرص بعض الرؤساء الأميركيين على ترك رسائل بخط اليد في المكتب البيضاوي لخلفائهم، إلا أن ترامب ربما يذهب إلى درجة التملص من هذا التقليد أيضا، على غرار قراره عدم حضوره حفل تنصيب بايدن، الأربعاء.
وتقول إذاعة «فويس أوف أميركا» إنه من غير المعروف إن كان ترامب سيسير على نهج أسلافه في مسألة «الرسالة السرية»، مشيرة إلى احتمال قوي بتحاشي الرئيس المنتهية ولايته لمسألة الرسالة، بعد أن صرح بأنه يريد كسر التقاليد الخاصة بانتقال السلطة.
وبدأ هذا التقليد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان عام 1989، عندما سلم البيت الأبيض إلى نائبه وخلفه جورج بوش الأب، وكتب فيها: «أتمنى لك كل التوفيق. ستكون في صلواتي».
وعادة ما يظل فحوى هذه الرسالة سريا بين الرئيسين إلى أن يكشف عنها أحدهما، كما فعل بيل كلينتون برسالة جورج بوش الأب.
وكتب بوش إلى كلينتون: «أتمنى لك سعادة كبيرة هنا، ستكون هناك أوقات صعبة للغاية، وستزداد صعوبة بسبب النقد الذي قد لا تعتقد أنه عادل».
وتابع: «أنا لست شخصا جيدا جدا لتقديم المشورة، لكن لا تدع الانتقادات تحبطك. ستكون رئيسنا عندما تقرأ هذه الرسالة. أتمنى لك ولعائلتك التوفيق».
ويقول المؤرخ السياسي دوغ ويد: «لم أعمل مع الرئيس ترامب، لكنني حاورته من أجل كتابه كما حاورت 6 رؤساء سابقين. لم أتوقع أن نصل إلى ما نحن عليه اليوم».
وأضاف: «لكن ماذا تتوقعون من رئيس صوت له 74 مليونا ولم يفز؟ أن يترك للرئيس عبارات جميلة ويقول له اهتم بالبيت الأبيض؟».