يلقي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الأربعاء، خطابا خلال حفل تنصيبه، وسط أجواء لم تشهد الولايات المتحدة لها مثيلا، فقد تحولت العاصمة واشنطن إلى ثكنة عسكرية، ينتشر في أرجائها نحو 25 ألف عسكري وشرطي لتأمينها، بعد أسبوعين على اقتحام المئات من مؤيدي الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس.
وستكون كلمات بايدن محط إنصات العالم والأميركيين، عندما يخاطب أمة تعيش استقطابا سياسيا حادا، في حين يعرقل فيروس كورونا المستجد تحركها قدما، بعد أن أصاب 24 مليون أميركي، وأزهق أرواح ما لا يقل عن 400 ألف منهم.
ظروف تسلم بايدن السلطة تجمع بين عدة أزمات واجهها رؤساء أميركيون سابقون، ألقوا خطابات تنصيب تاريخية، فأصبحت مصدر إلهام للسياسيين وكتّاب الخطابات، وهذه مجموعة من أهم الكلمات التي ألقاها رؤساء أميركيون خلال مراسم تنصيبهم:
خطاب أبراهام لينكون خلال تنصيبه لولاية ثانية عام 1865
يعتبره كثير من المؤرخين من أقوى الخطابات المستخدمة في السياسة على الإطلاق، وأشهر خطابات التنصيب في تاريخ الولايات المتحدة، علما بأنه واحد من أقصرها، إذ جاء في نحو 700 كلمة فقط.
والأهمية الهائلة للخطاب تأتي من سياق اللحظة التاريخية التي ألقي فيها، فقد كانت الحرب الأهلية في طريقها إلى نهايتها، واغتيل لنكون بعد أسابيع من كلماته الشهيرة.
وقال الرئيس الأميركي السادس عشر في ختام خطابه: «من دون حقد تجاه أحد، وبإحسان للجميع، وحزم في الحق كما يلهمنا الله رؤية الحق، فلنجتهد لإنهاء العمل الذي نحن فيه، لتضميد جراح الأمة».
خطاب توماس جيفرسون عام 1801
رغم مرور نحو 220 عاما على هذا الخطاب، لكن الرئيس المنتخب جو بايدن قد يستمد منه اليوم بعض الإلهام، في ظل اتساع الفجوة بين الجمهوريين والديمقراطيين.
يمكن لبايدن أن يستلهم من جيفرسون، قدرته على طمأنة الأميركيين وجمع شملهم، والتأكيد لهم أن أزمات البلاد الحالية لا تعني أن مستقبل الولايات المتحدة لن يكون أفضل.
وقد تطرق الرئيس الثالث، الذي صاغ إعلان استقلال الولايات المتحدة، إلى الانقسام بين الأميركيين، قائلا: «لقد أطلقنا أسماء مختلفة على إخوة يحملون المبدأ نفسه، كلنا جمهوريون، وكلنا فدراليون».
خطاب جون كينيدي عام 1961
بدا أن فوز كينيدي على ريتشارد نيكسون، هو إشارة إلى حقبة جديدة في السياسة الأميركية، وقد استغل كنيدي هذه الفكرة في خطاب تنصيبه، حين قال: «لقد تم تمرير الشعلة إلى جيل جديد من الأميركيين»، وسعى من خلال كلماته إلى جمع وحشد الأميركيين معا بعد انتخابات متقاربة.
وتضمن خطاب كنيدي، إحدى أشهر المقولات في الخطاب السياسي، حين قال: «لا تسأل عما يمكن لبلدك أن تفعله من أجلك، ولكن ما يمكنك فعله من أجل بلدك».
خطاب تنصيب رونالد ريغان لولايته الأولى عام 1981
«حان الوقت لندرك أننا أمة عظيمة وألا نقيد أنفسنا بالأحلام الصغيرة»، عبارة شهيرة جاءت في خطاب تنصيب الرئيس الأميركي الأربعين، الذي تراجعت البطالة والتضخم، خلال ولايتيه بين 1981-1989 إلى أقل معدل لهما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانتعش الاقتصاد الأميركي وازدهر التصنيع والتصدير.
خطاب وليام هنري هاريسون عام 1841
لم يشتهر هذا الخطاب لعظمة ما جاء فيه، بقدر طول مدته، وتأثيره على صحة الرئيس، فقد جاء في أكثر من 8 آلاف كلمة، واستغرق إلقاؤه نحو ساعتين.
وكان قيام هاريسون بذلك من دون معطف أو قبعة في طقس شديد البرودة، خطأ فادحا، إذ أصيب الرئيس بالتهاب رئوي وتوفي بعد 30 يوما.