يحظى «فن نحت الكيك» كما يُطلق عليه، برواجٍ واسع في مصر، لجهة اتقان الكثيرات لمثل تلك المهارة المميزة، وحرص أخريات على تعلمها عبر الإنترنت، سواء للاستخدام الشخصي لإضفاء لمسة جمال على ما يقدمنه من حلوى لأسرهن في المناسبات المختلفة، أو لأغراض العمل من أجل بيع تلك الحلوى المُشكّلَة بأشكال فنيّة مختلفة.
مجسمات لشخصيات شهيرة أو شخصيات كرتونية ومناظر طبيعية ومجسمات سيارات وهواتف وغير ذلك من الأشكال المُبهجة، منحوتة على الكيك بعجينة السكر وخامات أخرى، تضفي لمسات مختلفة على الحلوى، يحبها الأطفال بشكل خاص، وتُقدم عادة في المناسبات ذات الصلة بهم، سواء أعياد الميلاد أو حفلات النجاح وخلافه، ويطلبها الكثيرون من صُنّاعها بأشكال وألوان مختلفة خاصة.
أمام ذلك الإقبال لجأت الكثيرات من الراغبات في العمل من المنزل إلى تعلم ذلك «الفن» وإتقانه، حتى أن بعضهن صرن يقدمن دورات تدريبية لتعليم غيرهن.
وتنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر صفحات عديدة لعددٍ من هؤلاء اللاتي ينقلن تجاربهن في «فن نحت الكيك» ويعرضن منتجاتهن وأعمالهن الفنيّة، فضلاً عن تقديم دوراتهن التدريبية على الراغبات في التعلم، بما يعكس حجم الانتشار الملحوظ.
حتى وقت ليس بالبعيد لم تكن تلك النوعية من الحلوى بتفاصيلها الدقيقة معروفة على نطاق واسع في مصر لجهة تصنيعها، ولم يكن هنالك الكثيرون ممن يجيدون نحتها وصنعها. وعرفها المصريون في البداية قادمة من الخارج، إلى أن نقلها ومحاكاتها بلمسات مصرية مختلفة.
طفرة
هذا ما ترصده سحر علي، العاملة في فن «نحت الكيك» منذ 8 أعوام، والتي تقول في تصريحات لموقع «سكاي نيوز عربية» من القاهرة، إنه حتى سنوات قليلة مضت لم يكن هناك حضور كبير لفن نحت الكيك في مصر، والذي تم نقله من الخارج، ومحاكاته، ونظراً إلى أن المصريين مبدعون بطبعهم، فقد أضافوا لمساتهم إلى ما نقلوه، وبدأ المجال يتسع يوماً تلو الآخر «حتى أنني عندما حصلت على دورة تدريبية في نحت الكيك قبل أكثر من 8 أعوام، لم يكن هناك في محافظتي (الإسكندرية) أي من يقدم تلك الدورات، بينما الآن صار في كل محافظة أكثر من شخص ومكان» في إشارة لانتشار «فن النحت الكيك» وتوسعه.
وتلفت إلى أن هناك «طفرة كبيرة في فن نحت الكيك في مصر الآن، بعد أن كان الأمر يقتصر فقط على صناعة تورتة بعدد من الأدوار فحسب بعيداً عن النحت بعجينة السكر وغير ذلك»، مشيرة إلى أن المجسم الواحد قد يستغرق منها عمل لمدة ثلاثة أيام حال كان لشخصية ما، بينما هناك كيك آخر يأخذ وقت أقصر لا يتجاوز الساعات القليلة، إن كانت تفاصيله قليلة، وتتوقف مدة الإنجاز على حسب كل نوع «تورتة».
وتلفت فنانة نحت الكيك، إلى وجود محال تبيع أدوات النحت على الكيك، فضلاً عن الخامات المستخدمة المتوافرة.
تجربة
ومن الأسماء التي تحظى بانتشار واسع، زينب الشرقاوي، وهي صاحبة تجربة في «نحت الكيك»، بدأتها عن طريق المصادفة عندما حاولت إضفاء لمسة جمال على «كيك» صنعتها في عيد ميلاد طفلتها، بنحت أشكال فنية عليها، حظت بإعجاب من رأوها، ما كان مشجعاً لها لمواصلة تعلم ذلك «الفن» حتى إتقانه، ومن ثمّ افتتاح أكاديمية خاصة بها لتعليم سيدات من مصر والعالم العربي «أون لاين» على نحت الكيك.
«الأمر ليس سهلاً كما يبدو للبعض، فهو على خلاف المتوقع ليس مجرد طبقات من الكيك مرتبة فوق بعضها البعض.. الأمر يتطلب مزيداً من الإبداع مع مراعاة الأبعاد وشتى التفاصيل الدقيقة، من أجل خروج الشكل المطلوبة بمختلف تفاصيله»، تقول الشرقاوي لدى حديثها مع موقع «سكاي نيوز عربية»، ومن منحوتاتها على حلوى لشخصيات كرتونية يحبها الأطفال وأخرى لشخصيات فنيّة شهيرة، وغير ذلك.
وتتنوع التجارب المماثلة بشكل واسع، وسط تباين واضح في الأشكال والأنماط التنفيذية للكيك، التي يسعى أصحابها إلى الاختلاف وتقديم كل ما هو جديد لافت، ببصمات متطورة يوماً تلو الآخر.
ويحرص الكثيرون على استقاء أفكارهم من الإنترنت، ومن تجارب خارجية مع وضع اللمسة المحلية عليها لإضفاء طابع خاص جديد عليها. في الوقت الذي تشكل فيه مواقع التواصل ساحة منافسة بين مبدعي ذلك الفن، من الذين يعرضون أعمالهم مروجين لأنفسهم.